بسم رب النور المبين والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى الامين واله الطيبين الطاهرين.
نخصص هذا البرنامج مدائح الانوار لابيات مختارة من قصيدة غراء لوالد الشيخ البهائي العالم الزاهد الحسيني بن عبد الصمد الحارثي من اعلام الامامية في القرن الهجري العاشر.
وقد اورد قصيدته هذه ابنه الشيخ البهائي في كتابه المعروف بالكشكول، والقصيدة يعارض بها الشيخ الحارثي قصيدة البردة الشهيرة كونوا معنا وابيات من هذه القصيدة في مدح خاتم الانبياء وآله الاصفياء.
قال العالم الاديب الحسيني بن عبد الصمد الحارثي في جانب من قصيدته الحكمية العصماء:
ابغي الخلاص وما اخلصت في عمل
ارجو النجاة وما ناجيت في الظلم
لكن لي شافعا ذو العرش شفعه
ارجوا الخلاص به من زلة القدم
محمد المصطفى الهادي المشفع في
يوم الجزاء وخير الخلق كلهم
لو لا هداه لكان الناس كلهم
كاحرف ما لها معنى من الكلم
لو لم يرد ذو المعالي جعله علما
لم يوجد العالم الموجود من عدم
لو لم تطا رجله فوق التراب لما
غداً طهوراً وتسهيلاً على الامم
ثم يخاطب رسول الله(ص) قائلاً:
نصرت بالرعب حتى كاد سيفك ان
يسطو بغير انسرل في رقابهم
كفاك فضل كمالات خصصت بها
اخاك حتى دعوه بارئ النسم
خليفة الله خير الخلق قاطبة
بعد النبي وباب العلم والحكم
علم الكتاب وعلم الغيب شيمته
وفي سلوني كشف الريب للفهم
والبيض في كفه سود غوائلها
حمر غلاتها تدلي على القمم
بيض متى ركعت في كفه سجدت
لها رؤوس هوت من قبل للصنم
ولا الومهم ان يحسدوك وقد
علت نعالك منهم فوق هامهم
مناقب ادهشت من ليس ذا نظر
واسمعت في الوادي من كان ذا صمم
فضائل جاوزت حد المديح على
فكل مدح شبيه الهجو للفهم
سل عنه ذا فكرة وامدحه تلق فتى
ملا المسامع والافكار والكلم
واستخبرن خبيرا من غزا احد
وفي حنين تراه غير منهزم
من لم يكن بقسيم النار معتصما
فما له من عذاب النار من عصم
من لم يكن ببني الزهراء مقتديا
فلا نصيب له في دين جدهم
اولاد طه ونون والضحى وكذا
في هل اتى قد اتى مخصوص مدحهم
قد شرف الانس اذ هم في عدادهم
كالارض اذ شرفت بالبيت والحرم
وان يشاركهم الاعداء في نسب
فالبر من حجر والمسك بعض دم
هم الولاة وهم سفن النجاة وهم
لنا الهداة الى الجنات والنعم
نفوسهم اشرقت بالنور وانكشفت
لها حقائق ما ياتي من القدم
ومن سرى نحوهم اغناه نورهم
عن الدليل ونجم الليل في الظلم
فضايل جعلت ليل الفخار ضحى
كما يزين كلام الله للكلم
رجوتهم لعظيم الهول من قدم
وهل يرجى سوى ذي الشان والعظم
ويختم وآله الشيخ البهائي بمخاطبة خاتم الاوصياء المهدي الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بقوله:
يا مظهر الملة العظمى وناصرها
وانت مهديها الهادي الى اللقم
يا وارث العلم يرويه ويسنده
الى جدود تعالوا في علوهم
ماثر الفخر فيكم غير خافية
والشمس اكبر ان تخفى على الامم
اوضحتم للورى طرق الوصول كما
صيرتم العلم بين الناس كالعلم
مولاي طال المدى والله واندرست
معالم العلم والايمان والكرم
يفديك كل خبير عن علاك وهم
كل البرية من عرب ومن عجم
اقصر حسين فلن تحصي فضائلهم
كمثل قدرهم العالي وعلمهم
قرأنا لكم احباءنا ابيات من احدى مدائح الانوار للعالم الاديب الحسيني بن عبد الصمد الحارثي نقلها ولده الشيخ البهائي في كتاب الكشكول الى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.