بسم الله وله الحمد مخرج المؤمنين من الظلمات الى النور، والصلاة والسلام على حبيبه المحبور المصطفى محمد وآله الطاهرين.
من الحقائق التي تشير اليها كثير من النصوص الشريفة طهارة آباء وأمهات النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وسائر أئمة عترته (عليه السلام).
وهذه الحقيقة صورها ديوان الشعر العربي عبر قصائد كثيرة لأعلامه، منها لامية للشاعر الاندلسي ابو عمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلي المتوفى سنة ٤۲۱ للهجرة، وقد وصفه النقاد الادبيين بأنه بأنه "متنبي الاندلس". قال ابن دراج (رحمه الله):
لعلك يا شمس عند الاصيل
شجيت لشجو الغريب الذليل
فكوني شفيعي إلى ابن الشفيع
وكوني رسولي إلى ابن الرسول
فإما شهدت فأزكى شهيد
وإما دللت فأهدى دليل
على سابق في قيود الخطوب
ونجم سناً في غثاء السيول
وعزّ على العلم مثواه أرضاً
على حكم دهر ٍ ظلوم جهول
ويعجب كيف دنا من علي ٍ
ولم تنفصم حلقات الكبول
وكيف تنسّم آل النبيّ
وأبطأ عنه شفاء الغليل
وأطود عزّهم ما ثلات
له وهو يرنو بطرف ٍ كليل
ركبت لها محملا ً للنجاة
وصيرت قصدك فيه عديلي
لعل عواقبه أن تتم
فيهدى الغريب سواء السبيل
إلي الهاشمي إلى الطالبي
إلى الفاطمي العطوف الوصول
إلى ابن الوصيّ ألى ابن النبي
الى ابن الذبيح إلى ابن الخليل
إلى المستجار من المستجير
إلى المستقال من المستقيل
سلامٌ وأنت ابن بدء السلام
من ضيفه المكرمين الدخول
شرائع خلدها في الانام
من كل أرض وفي كل جيل
وما زال من آله حافظ
معالمها حفظ بر ٍ وصول
بأنفس مجدٍ سراع إليها
وأيدٍ عليها شهود عُدول
فسمي جدّك عمرو الكرام
بهشم الثريد زمان المحول
وشيبة ساقي الحجيج الكفيل
بمأوى الغريب وقوت الخليل
وضيف حتى وحوش الفلاة
وأهدى القرى لهضاب الوعول
وإنّ أبا طالب للضيوف
لأطلب من ضيفه للحلول
ولا مثل والدك المصطفى
لركب وفود وحي ٍ حلول
يبادرهم بإبتناء القباب
ويكرمهم بدنوّ النزول
ويخلع عن منكبيه الرداء
سُروراً وفرشاً لضيف القيول
فأنتم هداة حياة وموت
وأنتم أئمة فعل وقيل
وسادات من حل جنات عدن
جميع شبابهم والكهول
وأنتم خلائف دنيا ودين
بحكم الكتاب وحكم العقول
ووالدكم خاتم الانبياء
لكم منه مجد حفي كفيل
تلذ بحملكم عاتقاه
على حمله كلّ عبء ثقيل
ورحب على ضمكم صدره
إذا ضاق صدر أب ٍعن سليل
ويطرقه الوحي وهنا وأنتم
ضجيعاه بين يدي جبرئيل
وزودكم كل هدي زكي ٍ
وأودعكم كل رأي ٍ أصيل
إستمعتم أحباءنا لأبيات من لامية في مدح أنوار العترة المحمدية لأديب الاندلس الشهير ابن دراج القسطلي المتوفى سنة ٤۲۱ للهجرة.