هذه الكنيسة التي تعدّ كذلك من أقدم الكنائس في ايران والعالم تم تسجيلها في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي. هذه الكنيسة التي يعود بناؤها الى سنة 32 للميلاد كانت في القرون الماضية مكاناً لدفن الموتى.
وبحسب المؤرخين الآشوريين والمسيحيين، ان كنسية السيدة مريم العذراء(س) كانت اول كنيسة بنيت في المشرق، وهناك من المؤرخين الذين يرون أنّ هذه الكنيسة هي ثاني كنيسة كبيرة شيدت في العالم، حيث سبقتها كنيسة بيت لحم في فلسطين.
كما ورد في المصادر التاريخية الآشورية والمسيحية ان هذه الكنيسة كانت في القرون السحيقة معبد نار معروفاً للزرادشتيين؛ ويذكرون أنه عندما ولد النبي المسيح (ع)، كان الكهنة الزرادشتيون المقيمون في هذا المعبد، قد شاهدوا نجماً ساطعاً يسير في السماء نحو الشرق، فوجدوا ذلك آية من آيات ميلاد المنجي، ما جعلهم يشدون رحالهم نحو مدينة أورشليم (مدينة القدس الحالية). هؤلاء الكهنة الزرادشتيون وبعد عودتهم الى اروميه، حولوا المعبد هذا الى كنيسة، حيث بشروا بالديانة المسيحية.
هذه الكنسية تفتقر الى مقعد أو منصة للاعتراف او إلقاء الوعظ والخطابة من قبل القساوسة.
عندما يزور السياح هذه الكنيسة، يقابلهم مدخل صغير يجعلهم ينحنون للدخول فيها، فاذا بلوحة تطالعهم، حيث كتبت فيها هذه العبارة: «إخلع نعليك، فانك واقف في مكان مقدس».
الفضاء الداخلي للكنيسة صمم بهيئة بعيدة عما يمكن تصوره كما في الكنائس الاخرى حيث يشاهد الزوار والسياح ممرات ودهاليز متداخلة بنيت من الحجر والطوب وسقفاً قصيراً.
يوجد في الكنيسة محراب في غاية البساطة، يقع خلفه دهليز باللون الأزرق مزين برسوم عن النبي عيسى (ع)، حيث يقف فيه القس عند انطلاق المراسم الدينية.
يرى علماء الآثار أنّ المبنى الحالي لكنيسة السيدة مريم العذراء(س) خاصة القباب والأقواس وقواعدها، يعود تاريخ بنائها الى العصر الساساني وأن النمط المعماري الداخلي لها هو مزيج من الفنين المعماريين الساساني والبارتي (الأشكاني).
أرض الكنيسة اكتست بالسجاد اليدوي وتم تخصيص مقعد واحد فقط لكبار السن، وذلك في نهاية القاعة.
أما محراب الكنيسة فهو عبارة عن غرفة صغيرة متداخلة على شكل قبه، لا يسمح بالدخول فيها إلا للقساوسة. وفي الجانب الأيمن للمحراب، هناك ممر يؤدي الى مكان غسل التعميد (المعمودية) واضاءة الشموع. هذا المحراب الذي يبلغ طوله 12 متراً مزين بلوحات مقعرة ورسومات ولوحات مطرزة تصور النبي عيسى (ع) في أشكال شتى.
جدير بالاشارة الى أن كنيسة السيدة مريم العذراء (س)، تم تسجيلها ضمن المعالم الأثرية والتاريخية العالمية وكذلك مكان للدعاء والابتهال.