الحمد لله الحي القيوم والصلاة والسلام على شموس هدايته والقوام في بريته محمد وعترته الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية زاكية مباركة نحييكم بها وندعو الى لقاء آخر مع مدائح الانوار إخترنا لكم فيه ثلاث مقطوعات في مدح آل المصطفى (صلى الله عليه وآله) الثلاثة من أعلام علماء وأدباء أهل السنّة من قرون عدة:
الاول هو: الاديب المحمدي المشهور شرف الدين محمد سعيد البوصيري صاحب البردة وشيخ شعراء المدائح النبوية في القرن الهجري السابع المتوفى سنة ٦۹٦ للهجرة.
والثاني هو: شيخ الازهر في عصره الفقيه عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي صاحب المؤلفات المتعددة ومنها كتاب اتحاف الاشراف، المتوفي سنة ۱۱۷۱ للهجرة.
والثالث هو: العالم الاديب أمين بن خالد الجندي الدارس عند علماء دمشق والمولود والمتوفى في مدينة حمص التي كان من أعيانها، توفي رحمه الله سنة ۱۲٥۷ للهجرة.
قال شرف الدين البوصيري في احدى قصائده في مدح المصطفى المختار (صلى الله عليه وآله) وهو يقسم عليه بأحب الخلق اليه وهما الحسنان (عليهما السّلام) قال مخاطباً رسول الله (صلى الله عليه وآله):
وبريحانتين طيبهما منك
الذي أودعتهما الزهراء
كنت تؤويهما إليك كما
آوت من الخط نقطتيها الياء
من شهيدين ليس ينسيني الطفّ
مصابيهما ولا كربلاء
ما رعى فيهما ذمامك مرؤوس
وقد خان عهدك الرؤساء
أبدلوا الود والحفيظة في القربى
وأبدت ضبابها النافقاء
وقست منهم قلوب على من
بكت الارض فقدهم والسماء
فابكهم ما استطعت إنّ قليلاً
في عظيم من المصاب البكاء
كل يوم وكل أرض لكربي
منهم كربلا وعاشوراء
آل بيت النبيّ إنّ فؤادي
ليس يسليه عنكم التأساء
غير أني فوّضت أمري الى الله
وتفويضي الامور براء
ربّ يوم بكربلاء مسيئ
خففت بعض وزره الزّوراء
والاعادي كأن كلّ طريح
منهم الزّقّ حلّ عنه الوكاء
آل بيت النبيّ طبتم فطاب المدح
لي فيكم وطاب الرثاء
أما الاديب أمين الجندي من علماء حمص في القرن الهجري الثالث عشر فقد قال في احدى قصائده الحميدة:
يا بني الزهراء لولا مدحكم
لم برش لي في رياض الفضل جنح
كم لكم من نجدة أملتها
في مضيق ما له إذ ذاك فسح
أنتم القربا وفي أبياتكم
انزل القرآن والقول الأصح
جدكم خير النبيين مدينة
علم الله كم لي فيه مدح
وأبوكم بابها الفرد الذي
عنه يروي البحر والغيث الأسح
أنّ من والاكم عاداه من
يبعث الموتى وللاوزار يمحو
وننقلكم اخيراً أحباءنا الى الفقيه الشبراوي شيخ الأزهر حيث قال ضمن قصيدة في مدح العترة المحمدية:
وكم لكم يا بني الزهراء من شرف
عال به الله في القرآن قد شهدا
مكارم قدّر المولى الكريم بها
لكم فأنتم بها صرتم بحور ندى
الله شرّفكم قدما وطهركم
وخصّكم يا بني الزهرا بكل هدى
من ذا يفاخركم أو من يشابهكم
ومدحكم في كتاب الله قد وردا
الله أعطاكم يا آل فاطمة
فضيلة في العلا لم يعطها أحدا
أنتم ملوك على كل الورى ولكم
يا آل طه لواء المجد قد عقدا
هذا لساني قصير عن مديحكم
لا استطيع إليه ان أمدّ يدا
وكيف أمدحكم والله يمدحكم
مدحا مدا الدهر يبتلي ذكره أبدا
لكن غاية أمري انني رجل
بحبّ آل النبي أرجو النجاة غدا
جعلنا الله وإياكم الاكارم من الصادقين في محبة محمد وآله وموالاتهم والبراءة من أعدائهم من الجن والأنس في الدنيا والأخرة.