بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مخرج الذين آمنوا من الظلمات الى النور والصلاة والسّلام على مصابيح الدجى وأنوار الهدى محمد المصطفى وآله النجبا.
في هذا البرنامج إخترنا لكم فيه قصيدة لأحد علماء المذهب الحنفي في القرن الهجري الثالث عشر، تتشمن (فيما تتضمن) على وصف امير المؤمنين الامام علي (عليه السّلام) بأنه صنو سيد الخلائق محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وهذا مقتبس من الوصف القرآني له (عليه السّلام) بأنه نفس النبي (صلى الله عليه وآله) كما فيها وصف لأمير المؤمنين علي بما اختصه رسول الله من مقام الوصايا بعده (عليهما السّلام)، اضافة الى ذكره باقي اصحاب الكساء والسيدة زينب وجدتها خديجة الكبرى سلام الله عليهم اجمعين.
صاحب القصيدة هو العالم المفسر والفقيه الحنفي محمد عثمان الميرغني مؤلف كتابي (تاج التفاسير) والانوار المصطفوية، وقد ولد بالطائف وتعلم بمكة ثم انتقل للتبليغ الى مصر ومنها الى السودان، توفي (رحمه الله) سنة ۱۲٦۸ للهجرة. نقرأ لكم ابياتاً من مديحة رقيقة له لأهل بيت النبوة (عليهم السّلام). قال رحمه الله:
صلوات الله ما هبت صبا
لرسول حلّ في وادي قبا
نشرت اثوابها ريح الصبا
سحراً من فوق دوحات الربا
حملت سراً لارباب الهوى
فهموه دون من قد صحبا
وروت منهم بتاريخ الجوى
وإليها العقل بالفكر صبا
وسرت مسرعة سر الروى
في عموم النبت تجلى الغيهبا
غدت الاطيار من شوق على
منبر الاغصان تتلو خطبا
ونسيم الروض معتلاً أتى
ينهل الازهار أفواح الكبا
خلع الافق جلابيب الدجى
فكساه الفجر ثوباً مذهبا
وجلت انواره شمس الضحى
ببرودٍ تتلظى لهبا
ظهرت من حينها مشرقة
كظهور الوحي يجلو الريبا
بالرسول الهاشمي المصطفى
من رأى الله وجاز الحجبا
خصّه ميّزه عظمه
وله ناجى وأعلا رتبا
حبّه شفعه قدّمه
وبيوم الحشر منه قرّبا
كل ما يرضى به يرضي به
وله التاج ومفتاح الحبا
بيّن الاحكام بالرفق وباللين
حتى هان ما قد صعبا
وعلي صنو خير الخلق من
قلع الباب واردى مرحباً
وكهارون وموسى مثلاً
لا نبياً بل وصياً حببا
ليلة الهجرة وافى داره
بات في مضجعه محتسبا
وكذا فاطمة الزهراء من
بلغت اعلا مقام الاجتبا
سادت الكل وزادت شرفاً
وحباها الله سر المجتبى
صاغها الرحمن منه بضعة
فاذا ما رضيت لا غضبا
اثمرت بدرين في افق العلا
ملا الكون كثيرا طيها
حسن السيد المصلح بين
فريقين تمادوا حربا
وحسين من به سر الفدا
للذبيحين فلن يضطربا
فتلقاه بصدر واسع
راضياً عن ربه ما أوجبا
رفع الله به مقداره
ورضاء الله يغشى زينبا
وعلى جدتها الكبرى التي
بمعاليها تضاهى الكواكبا
وصلاة الله تغشى من له
معجزات ظهرت عدّ الهبا
صدررت من عالم الغيب الى
مظهر الرحمة نوراً صيبا
بكمال ووقار زفها
الملا الاعلى الى وادي قبا