بسم الله نور النور والصلاة والسّلام على نبيه المحبور وآله الشموس والكواكب والبدور.
اخترنا لكم في هذا اللقاء مديحة انشاها علم ادباء مدينة الموصل في العراق في القرن الثالث عشر هو الاديب المبدع عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب الملقب بالاخرس وقد ولد في الموصل سنة ۱۲۲٥ للهجرة ونشأ ببغداد وتوفي في البصرة سنة ۱۲۹۰ هجرية.
وقصيدته توسل بها الى الله بمدح الامام موسى الكاظم سابع ائمة العترة النبوية الطاهرة (عليهم السّلام):
واستشفع في نهايتها بهذا الامام الكريم الملقب بباب الحوائج فجاءه زائراً مستشفعاً به الى الله عزّ وجلّ فهو (عليه السّلام) سليل النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) الذي من زاره واستغفر الله عنده لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا.
قال الاديب عبد الغفار الاخرس الموصلي مخاطباً باب الحوائج (عليه السّلام):
يا امام الهدى ويا صفوة الله
و يا من هدى هداه العبادا
يا ابن بنت الرسول يا ابن عليّ
حيّ هذا النادي وهذا المنادى
قد اتينا بثوب جدك نسعى
واتيناك سيدي وفادا
فاتيناك راجلين احتراماً
واحتشاماً وهيبة وانقيادا
نتهادى به اليك جميعاً
وبه كانت المطايا تهادى
راميات سهم النوى عن قسي
قاطعات دكادكاً ووهاداً
طالبات موسى بن جعفر فيه
وكذا القدوة الامام الجوادا
من نبي قد شرّف العرش لما
أن ترقى بالله سبعاً شدادا
شرف في ثباب قبر نبيّ
عطرت في ورودها بغدادا
ومزايا الفخار اورثتموها
شرف الجد يورث الاولادا
انتم علّة الوجود وفيكم
قد عرفنا التكوين والايجادا
ماركنتم الى نفائس دنيا
ولقد كنتم بها افرادا
وانتقلتم منها وانتم اناس
ما اتخذتم الا رضا الله زادا
ولقد قمتم الليالي قياما
واكتحلتم من القيام السهادا
إن يكونوا كما اذاعوا فمن ذا
مهّد الارض سطوة والبلادا
ومحا الشرك بالمواضي غزاة
وسطا سطوة الاسود جهادا
حيث ان الاله يرضى بهذا
بل بهذا من القديم ارادا
فجزاكم عن اجركم بنعيم
يتوالى الارواح والاجسادا
انتم يا بني البتول اناس
قد صعدتم بالفجر سبعاً شداداً
آل بيت النبي والسادة الطهر
رجال لم يبرحوا امجادا
فضلوا بالفضائل الخلق طرّاً
مثلما تفضل الظبا الاغمادا
ليس يحصى عليهم المدح منّي
ولو انّ البحار صارت مدادا
انت الذخر يوم حشر ونشر
ومعاذاً إذا رأينا المعادا
ويختم هذا الاديب الموصلي مديحته للامام موسى بن جعفر بالتوسل به (عليه السّلام) الى الله عزّ وجلّ طلباً للمغفرة والرحمة الالهية، فقال:
كاظم الغيظ سالم الصدر عاف
وما هوى قط صدره الاحقادا
قد وقفنا لدى علاك وألـقينا
إلى بابك الرفيع القيادا
مع ان الذنوب قد اوثقتنا
نرتجي الوعد نختشي الابعادا
ومددنا اليك أيدي محتاج
يرجي بفضلك الامدادا
وبكينا من الخشوع بدمع
هو طوراً وطوراً فرادى
قد وفدنا آل النبي عليكم
زودونا من رفدكم إرفادا
بسواد الذنوب جئنا لنمحو
بياض الغفران هذا السوادا
وطلبنا عفو المهيمن عنا
وأغظنا الاعداء والالحادا
موطن تنزل الملائك فيه
ومقام يسر هذا الفؤادا
أيها الطاهر الزكي اغثنا
وانلنا الإسعاف والاسعادا
وعلي اباك يا ابن علي
كي ينال المنى بكم والمرادا
مستزيداً بفضلكم حيث كنتم
منهلاً ما استزيد إلا وزادا
فعليك السّلام يا خيرة الخلق
سلام يبقى ويأبي النفادا
هذه مديحة لباب الحوائج الامام موسى الكاظم (سلام الله عليه) تفجرت بها عند زيارة مرقده الشريف قريحة الاديب عبد الغفار بن عبد الواحد الموصلي الملقب بالاخرس المتوفى سنة ۱۲۹۰ للهجرة.