قالت ستايسي أنتين، وهي مؤسسة "هيلث بارن يو إس آي"، إن المغنيسيوم "يدعم العديد من الوظائف في الجسم للحفاظ على صحتنا، حيث تشير الأبحاث إلى أنه يدعم وظائف العضلات والأعصاب، فضلا عن تنظيم مستويات السكر في الدم، وتعزيز ضغط الدم الطبيعي، وتحسين صحة العظام".
وتابعت أنتين "في الواقع، لا يدرك الكثيرون الفوائد الكبيرة لهذا المكوّن الغذائي لأن المعادن الأخرى مثل الكالسيوم أو فيتامين (د) تطغى عليه".
ونقدم هنا أبرز فوائد المغنيسيوم، وفقا لتقرير للكاتبة ليزا ميلبراند نشره موقع ذا هيلثي الأميركي:
1. الحد من خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني
في حال كنت معرّضا للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، يحتوي المغنيسيوم على العديد من الفوائد التي من شأنها أن تعمل على الحد من هذه المخاطر. وفي هذا الشأن، أظهرت مراجعة لمجموعة من الدراسات -أُجريت عام 2016 وشملت أكثر من ستمئة ألف رجل وامرأة- أن الذين يُدرجون كميات أكبر من المغنيسيوم في نظامهم الغذائي كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 17% مقارنة بأولئك الذين تناولوا كميات أقل من هذا المعدن.
في سياق متصل، خلال دراسة أجريت عام 2019 بمجلة "نيوتريشن" كلّف الباحثون 42 شخصا مصابين بالسكري من النوع الثاني وقع اختيارهم بشكل عشوائي لتناول مجموعة منهم مكملات المغنيسيوم ثلاثة أشهر. وأظهرت الدراسة أنه قل لديهم مقاومة الأنسولين (زيادة المقاومة تؤدي للسكري) وتم التحكم في نسبة السكر بالدم مقارنة بالمشاركين الآخرين.
2. تعزيز قوة العظام
في الوقت الذي يدرك فيه الكثيرون أهمية كل من الكالسيوم وفيتامين (د) لبناء العظام، يُدرك قليلون قيمة المغنيسيوم في أداء هذه الوظيفة. ويمكن أن تكون زيادة مستويات الكالسيوم دون إضافة المغنيسيوم أقل فعالية، وقد تزيد من إمكانية الإصابة بأمراض القلب، وفقا لدراسة عام 2017 نُشرت بمجلة "أوبن هارت". وهنا، أكّدت أنتين ضرورة الحفاظ على معدل استهلاك الكالسيوم ضعفي المغنيسيوم.
3. خفض ضغط الدم
بعد مراجعة العشرات من الدراسات -التي شملت أكثر من ألفي شخص- وجد الباحثون أن تناول مكملات المغنيسيوم أدّى لتراجع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي. ومع ذلك، إذا لم تكن مصابا بارتفاع ضغط الدم، فلا تتناول المغنيسيوم كوسيلة وقائية، إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2009 أن إضافة هذا المكون الغذائي لا يؤثر على مستوى ضغط الدم لدى الذين لديهم بالفعل ضغط دم طبيعي.
4. منع الإصابة بالصداع النصفي
بعض الأبحاث تشير إلى أن الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن، من المرجح أن يعانوا كذلك من نقص المغنيسيوم. وكشفت مراجعة أُجريت عام 2016 عن 21 دراسة نُشرت سابقا أفادت بأن الذين يعانون من الصداع النصفي وتلقوا علاجا عن طريق الحقن الوريدي للمغنيسيوم شعروا بتحسّن كبير، حيث تراجعت وتيرة وحدّة آلام الصداع.
5. تحسين الأداء الرياضي
يتناول الرياضيون المحترفون أنواعا من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم للعديد من الأسباب. وتشير الأبحاث إلى أن المغنيسيوم يلعب دورا مهما في تحسين الأداء حيث يساعد على تغذية عضلاتك عن طريق تعزيز تدفق الغلوكوز إليها الذي يعتبر المصدر الرئيسي للطاقة، كما يساعد جسمك على التخلص من حمض اللبنيك، وهو ناتج عرضي ناجم عن ممارسة التمارين الرياضية التي يمكن أن تؤدي لتصلب العضلات. يُذكر أن كلتا العمليتين من شأنها أن تساعدك على الحفاظ على طاقة الجسم ونشاطه خلال التدريبات.
6. الحد من الضغط النفسي
وجدت العديد من الدراسات أن المغنيسيوم قد يلعب دورا في الحد من أعراض الضغط النفسي والقلق. وقد أوضحت أنتين "يعتبر الضغط النفسي عاملا مهما في خفض مستويات المغنيسيوم بالجسم. وإذا ما كنت تتوق إلى تناول الشوكولاتة عندما تشعر بالضغط، فقد يكون هناك سبب وجيه، إذ إنها غنية بالمغنسيوم."
7. تحسين المزاج
في حال كنت تعاني من الاكتئاب، فمن المرجح أن يلعب نظامك الغذائي دورا محوريا، حيث ربطت الأبحاث نقص المغنيسيوم بزيادة احتمال الإصابة بالاكتئاب لدى من تقل أعمارهم عن 65 عامًا، ولكن لم تثبت النتائج بعد ما إذا كان تعزيز تناول المغنيسيوم يمكن أن يساهم في تخفيف أعراض الاكتئاب. علاوة على ذلك، قد يساهم المغنيسيوم في علاج القلق ومتلازمة سابقة الحيض. في المقابل، تحتاج هذه النتائج إلى المزيد من الأبحاث لإثباتها.
8. الحد من الالتهاب
ربطت الأبحاث العلمية الالتهاب المزمن بالعديد من الأمراض، بداية من زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وصولا إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة. وقد تطرّقت إحدى الدراسات إلى الدور الذي يلعبه المغنيسيوم في ظهور أعراض الالتهاب لدى النساء منتصف العمر واللاتي يعانين من الوزن الزائد. وفي حين ثبُت أن اللاتي لديهن مستويات دُنيا من المغنيسيوم، يعانين من أعلى مستويات من الالتهاب، ولا يبدو أن تناول 250 ملليغراما من المغنيسيوم لمدة شهرين أثر على الالتهاب.
مع ذلك، ارتبط تناول المغنيسيوم بانخفاض نسبة الدهون بالجسم، الذي يعتبر أحد العوامل المسببة للالتهاب. لذلك، افترض الباحثون أن تناول كميات أكبر من المغنيسيوم قد يكون لها تأثير أفضل، وأوصوا بإدراجه في النظام الغذائي.
9. تهدئة أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
كشفت بعض الدراسات أن الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط مصابون بنقص المغنيسيوم مقارنة بالطبيعيين، رغم عدم توفر دليل علمي إلى الآن يؤكد أن نقص المغنيسيوم المتسبب الفعلي في الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات.
وأظهرت دراسة شملت 25 طفلاً مصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، و25 طفلا طبيعيا، أن مكملات المغنيسيوم ساعدت في تحسين الوظيفة الإدراكية لدى الأطفال المصابين بهذا الاضطراب والذين يعانون أيضا من نقص المغنيسيوم.
احرص على تناول كميات كافية من المغنسيوم
لا يدرج حوالي نصف الأميركيين كميات كافية من المغنيسيوم في نظامهم الغذائي. وفي حال كنت قلقا من انخفاض مستوى المغنيسيوم لديك، توصي أنتين بتناول 350 ملليغراما يوميا بالنسبة لمن لا يعانون من مشاكل صحية بعد إجراء اختبارات وتقييم شامل. وتحذر أنتين من تجاوز الكمية اليومية الموصى بها، لذلك قبل تناول أي مكملات استشر الطبيب.
وأكدت أنتين ضرورة إدراج عدد من الأطعمة في نظامك الغذائي للحصول على مستويات كافية من المغنسيوم، على غرار الخضر الورقية والسبانخ والمكسرات والحبوب الكاملة والفول والبازلاء وفول الصويا، فضلا عن كمية محددة من الشوكولاتة السوداء.