البث المباشر

خديجة الكبرى سيدة نساء المومنين- القسم 2

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 - 11:27 بتوقيت طهران
خديجة الكبرى سيدة نساء المومنين- القسم 2

إذاعة طهران- من أعلام المؤمنات: الحلقة 11

خديجة الكبرى سيدة أمهات المؤمنين السلام عليكم اخوتنا وأخواتنا، مرة اخرى نلتقيكم على بركة الله في حلقة اخرى من هذا البرنامج، ووقفة ثانية في رحاب السيدة الطاهرة سيدة أمهات المؤمنين مولاتنا خديجة الكبرى سلام الله عليها. تابعونا مشكورين.

 


في سيرة ابن هشام: كانت السيدة خديجة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وزير صدق على الاسلام وقال ابن حجر في كتاب الاستيعاب: كانت تدعى بالطاهرة في الجاهلية وفي الاصابة، عن الزبير بن بكار: كانت تدعى قبل البعثة " الطاهرة " وفي السيرة الهشامية عن اسحاق قال: آمنت خديجة برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصدقت بما جاء به من الله، ووازرته على امره، وكانت أول من أمن بالله وبرسوله وصدقت بما جاء به من الله ووازرته على أمره، فقد خفف الله بذلك عن نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لايسمع شيئاً يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرج الله عنه بها إذا رجع اليها، فتثبته وتخفف عنه وتصدقه، وتهون عليه من أمر الدنيا.

 


وكان رسول الله – صلى الله عليه وآله – أوفى الخلق لهذه السيدة الطاهرة يذكر المؤمنات بسيرتها لكي يقتدين بها، فقد روى حفاظ أهل السنة في الكتب الستة المعروفة في الصحاح وغيرها الرواية التالية التي ننقلها من كتاب اسد الغابة في معرفة الصحابة، قال ابن الأثير: عن عائشة: قالت: ماغُرت على أحد من أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ماغرت على خديجة، وما بي أن أكون أدركتها. وماذاك الا لكثرة ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها، وان كان ربما يذبح الشاة يتبع بها صدائق خديجة فيهديها لهن. وبسنده عن عائشة قالت: كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم لايكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، ذكرها يوما من الأيام فأدركتني ألغيرة، فقلت: هل كانت الا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعر رأسه من الغضب، ثم قال: والله ماأبدلني الله خيراً منها، امنت بي إذ كفر الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء –
وروى المؤرخون من الفريقين مسنداً، ان سيدة أمهات المؤمنين خديجة الكبرى سلام الله عليها وفي الأعوام الأولى التي تلت البعثة النبوية المباركة خرجت ذات يوم تلتمس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأعلى مكة ومعها غداؤه، فلقيهما جبرئيل ( عليه السلام ) في صورة رجل، فسألها عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فهابته وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله، فلما ذكرت ذلك للنبي، قال لها: هو جبرئيل وقد أمرني أن أقرأ عليك السلام، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لاصخب فيه ولانصب.

 


ومولاتنا سيد أمهات المؤمنين خديجة الكبرى سلام الله عليها هي من أعلام المؤمنات اللواتي خلد الله ذكرها في كتابه المجيد، فقد ذكر علماء اسباب النزول ان بشأنها – عليها السلام – أنزل الله عزوجل قوله " وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى " أي أغناك بأموال خديجة التي تعد أحد الدعائم الأربعة التي قام عليها الأسلام وهي خلق محمد – صلى الله عليه وآله – وأموال خديجة الطاهرة وسيف علي وجهاده وكفالة وحماية ابي طالب سلام الله عليهم أجمعين ومن ذريتها سلام الله عليها كان ائمة الهدى من ذرية فاطمة عليها وعليهم السلام – قال القاضي النعمان المغربي في كتابه شرح الاخبار: خديجة رضوان الله عليها ولدت الأئمة، وكانت أول من آمن من الأمة والله عزوجل يقول وهو أصدق القائلين: " وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ "
وبشرها رسول الله صلى الله عليه وآله بالجنة وآتاها جبرائيل عليه السلام عن الله عزوجل، وانفقت مالها في سبيل الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله.
وكانت أول من عرفه رسول الله صلى الله عليه وآله من النساء وبني بها منهن، لم يعرف من النساء امرأة قبلها. وكانت أحب أزواجه اليه وأكرمهن عليه وأفضلهن عنده وأم بنيه وبناته ومسليته كما ذكر صلى الله عليه وآله ومفرجة غمومه. ولم يكن بينه وبينها اختلاف أيام حياتها حتى قبضت وهو عنها راض ولها شاكر رحمة الله ورضوانه عليها.

 


وقد جندت مولاتنا الطاهرة خديجة الكبرى قريحتها في وصف الفضائل المحمدية، قال العلامة الأميني قدس سره في موسوعة الغدير عن أدبها الشعري سلام الله عليها، كانت رقيقة الشعر جدا، ومن شعرها في تمريغ البعير وجهه على قدمي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونطقه بفضله كرامة له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قولها:

نطق البعير بفضل أحمد مخبرا

 

هذا الذي شرقت به أم القرى

 

هذا محمد خير مبعوث أتى

 

فهو الشفيع وخير من وطئ الثرى

 

ياحاسديه تمزقوا من غيضكم

 

فهو الحبيب ولاسواه في الورى



وبوفاة هذه الوزيرة المتفانية في تأييد رسول الله فقد– صلى الله عليه وآله – ركنه الثاني بعد أبي طالب – سلام الله عليه – ولم يعد بالامكان في مكة المكرمة، قال القاضي النعمان المغربي:
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " مااغتممت بغم أيام حياة أبي طالب وخديجة ".
لما كان أبوطالب يدفعه عنه وخديجة تعزيه وتصبره وتهون عليه ما يلقاه في ذات الله عزوجل.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام: " إن جبرئيل عليه السلام عهد إلي أن بيت أمك خديجة في الجنة بين بيت مريم ابنة عمران وبين بيت آسية امرأة فرعون، من لؤلؤ جوفاء، لاصخب فيه ولانصب ".

 


فسلام على مولاتنا سيدة امهات المؤمنين الطاهرة خديجة الكبرى يوم ولدت ويوم رحلت الى ربها راضية مرضية ويوم تبعث مكرمة شافعة مشفعة لمحبيها وشيعتها والمقتدين بسيرتها
انتهى أحباءنا لقاؤنا بكم في هذا اللقاء من برنامج ( من أعلام المؤمنات ) استمعتم له من اذاعة طهران، تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة