كريستين فتاة امريكية، في بدايات حياتها كانت تنتقل من دين لآخر وربما من لا دين الى دين، إلا انها في آخر المطاف هديت بحمد الله تعالى الى الصراط المستقيم، واختارت الاسلام ديناً لها وهكذا ولدت من جديد.
وعلى مدى عدة دقائق سنتعرف واياكم على محطات رحلة كريستين من الضلال الى الهداية ومن الكفر الى الايمان، وتعالوا لنسمع حديث هذه الرحلة كما تذكر كريستين نفسها.
عندما كنت بين الخامسة عشر والسادسة عشر من العمر قررت ان اختار لنفسي ديناً، قبل ذلك كنت اصاحب أصدقاء سوء كنت اتصورهم أصدقاء صدوقين لي، لكن بعد مدة علمت أنهم قد خسروا في مسابقة الحياة، كنت اعلم أنّ مستقبلاً مظلماً في انتظارهم ومن هنا ما أردت أن يسىء هؤلاء الى نجاحي في المستقبل، وهكذا فارقت تلك الشلة، في أوّل الامر شعرت بصعوبة جمة لأني بقيت وحيدة ومن دون اصدقاء، وبددت هواجس وحدتي بالبحث عن شيء آخر يكون بديلاً لي عن اصدقاء السوء وفي حياتي مونساً ودليلاً، اردت شيئاً يكون قاعدة لحياتي وقاعدة لا يتمكن من تدميرها من يريد تدمير حياتي، وبالطبع كنت ابحث عن شيء اسمه الله، سألت نفسي من هو الله وما هي حقيقته؟ لم أجده موضوعاً سهلاً وأمراً هيناً، حقاً ما هي الحقيقة وأين تكمن؟ سؤالٌ تبادر الى ذهني وأنا اضع قدمي في طريق البحث عن الدين.
اسرتي واقاربي ما كانوا ليثبتوا على دين واحد، إذ كنت أراهم يتقلبون ما بين اليهودية والنصرانية وما بين المسيحية الكاثوليكية والبروتستانية وغيرها، وعندما اقترن والدي بوالدتي شعرا أنه لابد ان يقررا أية عقيدة يختاران لكي يربيا على اساسها ابناءهم، وحيث ان الكنيسة الكاثوليكية كانت خيارهما الوحيد، فلم يكن لهما مناص من اعتناق الكاثوليكية وربياني واختي على تعاليمها، والذي أخاله أن اسرتي واقاربي ما كانوا يغيرون دينهم من حين لآخر إلا من اجل الوصول الى مصالحهم الدنيوية.
اسرتي ما كانت ترتاد الكنيسة الا في عيد الميلاد والأعياد الأخرى، ولهذا كنت اشعر أن الدين شيء منفصلٌ عن حياتي. وبعبارة اخرى لم يكن الخالق محسوساً في حياتي حتى اطبق تعاليمه في شؤون الحياة، كما ان بعض تعاليم الكاثوليكية ما كانت لتعجبني ومنها الاعتراف بالذنب والتوبة منه أمام القسيس، كنت اقول على الدوام لماذا الواسطة بين الانسان وخالقه وهو يطلب التوبة منه؟ ثم إنني ما كنت لأقبل فكرة أنّ البابا هو انسان كامل، أنى له هذا الكمال وهو ليس بنبي من انبياء الله. ثلاثة عشر عاماً قضيتها في مدرسة دينية كاثوليكية، لم اجد فيها على اسئلتي المحيرة من جواب إلا، عليك القبول والتسليم.
لقد عاهدت نفسي ان أبحث عن الحقيقة بنفسي واجد لأسئلتي اجوبتها التي تنهض على الدليل والمنطق السليم. وبدأت مطالعتي في مجال الأديان فألفيت أن المسيحية ليست ديناً يقنعني وهي مليئه بالتناقضات. كان بعض اقاربي على دين اليهودية، قلت في نفسي لأبحث عن ضالتي في اليهودية، فقمت بمطالعة بعض كتب هذا الدين ومن بينها التوراة والتلمود، لكني لم اعثر في اليهودية على ما يلبي حاجاتي الروحية فصرفت النظر عنها، وبإصرار من والدي عدت الى المسيحية وبها لم تنته رحلتي في البحث عن طريق الهدى.
ذات يوم سألت نفسي هل يمكن ان يترك الله عباده حيارة هكذا؟ وانا احمل هذا السؤال بين جوانحي توجهت الى الشبكة المعلوماتية الانترنت وفيها رأيت موقعاً خاصاً بالاسلام فقرّرت زيارته، وعبر تلك الزيارة تعرفت على مسلمين ومسلمات وطلبت منهم ان يدلوني على بعض الكتب الاسلامية، ومن بعد ذلك توجهت الى احدى المكتبات واستعرت منها العديد من الكتب الاسلامية التي شدتني اليها، وبعد مطالعة بعض هذه الكتب ظفرت باغلى شيء إنه (القرآن الكريم) كتاب الاسلام المقدس فتحت صفحاته وتلوت بحسب مقدرتي بعض آياته المباركة، وبينما كنت اتلو آيات الله تساقطت الدموع من عيني، ولقد رأيت في القرآن ما لم أره في الكتب السماوية الآخرى، بلاغة ما بعدها بلاغة، حمدت الله كثيراً لأني لم أهته الى الاسلام إلا بعد أن عرفت انه افضل الأديان وأكملها إذ كنت من قبل قد طالعت اليهودية وعشت المسيحية.
ونطقت الشهاديتن بالوحدانية لله سبحانه وتعالى وبالنبوة الخاتمة لرسول الله محمد (ص) وهكذا اصبحت مسلمة، لقد وصلت الى الحقيقة ورست سفينتي بعد أن مخرت عباب الأمواج على ساحل النجاة.
هكذا انتهت رحلة كريستين من الضلال الى الايمان، أنها تسمت بعد اسلامها بأسم سمية إذ لابد لها أن تتخلى عن كل ما صار بالياً وقديماً في حياتها لانها ولدت من جديد.