سيلك كانت من أقدم المناطق المأهولة بالسكان في ايران، والتي تعود جذورها الى ما قبل التاريخ.
هذه المنطقة السكنية كانت في جوار ما تبقى من بحر تتيس. حيث كان هذا البحر كبيراً يضم جميع أرجاء ايران الوسطى بالاضافة الى اراضي افغانستان. وربما أدى جفاف هذا البحر تدريجياً وظهور مناطق خصبة، نزوح القاطبين في المرتفعات الى هذه المنطقة التي يعود قدمها الى قرابة 7000 سنة.
في عام 1938 صدر في باريس كتابٌ باللغة الفرنسية في مجلدين، يضم في دفتيه، تقريراً شاملاً عما جرى في منطقة سيلك من أعمال حفر وتنقيبات وأبحاث بهذا الصدد. ولم يلبث أن عرفت منطقة سيلك كمهد لحضارة ضاربة جذورها في التاريخ، تلفت اليها الأنظار. هذه الدراسات هي اليوم مصدرٌ معلوماتي مهمّ عن المنطقة الوسطى بايران، يعتمده المحققون وخبراء علم الآثار من الايرانيين والأجانب.
ان الأشياء الاثرية وخاصة الفخاريات التي تم العثور عليها في سيلك، تزين اليوم متاحف مشهورة في ايران والعالم.
تقع سيلك في غرب طريق كاشان- فين، وتشتمل حالياً على هضبتين شمالية وجنوبية تفصلها بقعة بمساحة خمس مئة متر. وتتقدم هذه التلال، مقبرة تعود الى ما قبل التاريخ. وفي الوقت الحاضر، وباستثناء أجزاء صغيرة من جدران مبنية بالطوب وأدوات وهياكل بشرته معروضة هناك، لا تسترعي انتباه عامة الناس على العموم سوى تلال ومنطقة قاحلة.
لأول مرة في المنطقة الوسطى لايران، تم العثور على بقايا زيغورات في سيلك، وذلك جراء عملية تنقيب جرت هناك.
أما «زيغورات» فهي عبارة عن هندسة معمارية كمعابد دينية تميز غالبية المدن الواقعة في منطقة ما بين النهرين (العراق حالياً) وايران. وكان يتم بناءها على شكل برج هرمي. وكان إنشاء معابد زيغورات شائعاً ترجع جذورها التاريخية إلى ما بين 4200 و2500 سنة.
وهذه الزيغورات مبنية من الطوب المتراكم تفتقر الى فضاءات داخلية وسطحها الخارجي مكسو بالطابوق. ومعابد زيغورات هذه مربعة الشكل أو مستطيلة الشكل.
يذكر أن الارتفاع الأصلي للزيغورات لم يحدد بعد، لكون ما تم التنقيب عنه لم يكن كاملاً وسالما.
وكان الطريق للوصول الى أعلى طابق للزيغورات هو عبر بناء سلالم او منحدرات، فضلاً عن أن المحيط الخارجي لهذه المعابد كان مزين بإحاطته بالأشجار والمروج.
وحسب مصادر تاريخية، تم اكتشاف 32 من هذه الزيغورات اثناء عمليات حفر والتنقيب في كل من ايران والعراق؛ خمس زيغورات في ايران و27 اخر في العراق، وزيغورات منطقة سيلك هي من اكثرها قدماً تاريخياً.