السلام عليكم ورحمة الله، نلتقيكم في حلقةٍ أخري من هذا البرنامج ومطلعها طائفة من الأحاديث الشريفة المروية في المصادر المعتبرة، نختارها في باب فضيلة محبة مصابيح الهدي ومودتهم (عليهم السلام)، وأولها قولُ رسول الله (صلي الله عليه وآله): حب آل محمد يوماً خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة وعنه (صلي الله عليه وآله) - في وصيته لأبي ذر- قال: إعلم أن أول عبادة الله المعرفة به، ثم الإيمان بي والإقرار بأن الله عزوجل أرسلني إلي كافة الناس بشيراً ونذيراً وداعياً إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
وقال الإمام علي (عليه السلام): أحسن الحسنات حبنا، وأسوأ السيئات بغضنا أهل البيت.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إن فوق كل عبادة عبادة، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة وعن الفضيل: قلت لأبي الحسن الإمام الرضا (صلي الله عليه وآله): أي شيء أفضل ما يتقرب به العباد إلي الله فيما افترض عليهم؟
فقال: أفضل ما يتقرب به العباد إلي الله طاعة الله وطاعة رسوله، وحب رسوله (صلي الله عليه وآله) وأولي الأمر.
ومما لاريب فيه فإن حب أهل البيت (عليهم السلام) يحبب للمؤمن عبادة الله عزوجل لأنهم (عليهم السلام) أعبد الخلق لربهم جل جلاله، روي عن بعض زوجات النبي الأكرم أنها قالت: خزن البطاقات.
أهل البيت في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - ص 268- 269إن نبي الله (صلي الله عليه وآله) كان يقوم من الليل حتي تتفطر قدماه، فقلت: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً؟!
وروي أن رجلاً مريض فقال دخل علي النبي (صلي الله عليه وآله) وهو مريض فقال: يا رسول الله، ما أشد وعكك!
فقال: ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال.
فقال الرجل: يا رسول الله، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجهد هذا الأجتهاد؟!
فقال (صلي الله عليه وآله): أفلا أكون عبداً شكوراً؟!
وهم (عليهم السلام) يرجون صالح الناس جميعاً ويطلبونه من الله عزوجل فعبادتهم تعم بركاتها الجميع قال مولانا الإمام الحسن (عليه السلام): رأيت أمي فاطمة (عليها السلام) قائمة في محرابها ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتي انفجرعمود الصبح، وسمعتها تدعوا للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعوا لنفسها بشيء، فقلت: يا أماه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟
فقالت: يا بني، الجارثم الدار.
كيف نكون شيعة صادقين لمحمد وآله عليه و(عليهم السلام)؟ نتلمس الإجابة في الأحاديث التالية المروية عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال: شيعتنا من قدم ما استحسن، وأمسك ما استقبح، وأظهرالجميل، وسارع بالأمرالجليل رغبة إلي رحمة الجليل، فذاك منا وإلينا ومعنا حيث ما كنا وعنه (عليه السلام ) قال: شيعتنا أهل الورع والاجتهاد، وأهل الوفاء والأمانة، وأهل الزهد والعبادة، أصحاب إحدي وخمسين ركعة في اليوم والليلة، القائمون بالليل، الصائمون بالنهار، يزكون أموالهم، ويحجون البيت، ويجتنبون كل محرم وقال (عليه السلام ): إنما شيعتنا يعرفون بخصال شتي: بالسخاء، والبذل للإخوان وقال (عليه السلام): الشيعة ثلاث: محب واد فهو منا، ومتزين بنا ونحن زين لمن تزين بنا، ومستأكل بنا الناس ومن استأكل بنا افتقر وقال (عليه السلام): افترق الناس فينا علي ثلاث فرق الي أن قال: وفرقة أحبونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا، فأولئك منا ونحن منهم وقال (عليه السلام) لرجل ادعي الحب لأهل البيت (عليهم السلام): إن لمحبينا في السر والعلانية علامات يعرفون بها.
قال الرجل: وما تلك العلامات؟
قال (عليه السلام): تلك خلال أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته وأحكموا علم توحيده.