السلام عليكم أحباءنا، أهلاً بكم، نستهل هذا اللقاء بطائفة من الأحاديث النبوية الشريفة المبينة لبركات معرفة وموالاة مصابيح الهدي الالهي عليهم السلام فقد روي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: من منّ الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم فقد جمع الله له الخير كله وعنه (صلي الله عليه وآله) قال: معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز علي الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب.
وقال سلمان المحمدي رضي الله عنه: دخلت علي رسول الله ( صلي الله عليه وآله) يوماً، فلما نظر الي قال: يا سلمان، إن الله عزوجل لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً.
قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما لمن عرف هؤلاء؟
فقال: يا سلمان، من عرفهم حق معرفتهم واقتدي بهم، فوالي وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا، يرد حيث نرد، ويسكن حيث نسكن.
وولاءُ أئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) هو الصراط المستقيم المنجي من الذلة والشقاء والرجس فهو صلب الرسالة المحمدية.
قال (صلي الله عليه وآله): من دان بديني وسلك منهاجي واتبع سنتي، فليدن بتفضيل الأئمة من أهل بيتي علي جميع أمتي، فإن مثلهم في هذه الأمة مثل باب حطة في بني إسرائيل وعنه (صلي الله عليه وآله): الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين (عليه السلام)، تاسعهم قائمهم، ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، ومثل باب حطة في بني إسرائيل.
وقوله (صلي الله عليه وآله): مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل، إشارة إلي قوله تعالي خطابا لبني إسرائيل: «ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ» (البقرة، 58) وتوضيح ذلك أن "باب حطة" من أبواب بيت المقدس كما عن أبي حيان الأندلسي، أو باب بلدة "أريحا" أو أول البلد كما احتملهما في تفسير الميزان. وتشبيه أهل البيت في الأمة الإسلامية بباب حطة في بني إسرائيل وتعريفهم بأنهم أبواب مغفرة الله، دليل علي أن التمسك بهم له دورأساسي في إزالة الأدناس الفردية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي.
ومن الأخلاق المحمدية نتبرك بما روي عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام):
قال: إن جبرئيل (عليه السلام) أتي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فخيره، وأشار عليه بالتواضع، وكان له ناصحاً، فكان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يأكل إكلة العبد، ويجلس جلسة العبد، تواضعاً لله تبارك وتعالي وقال حمزة بن عبد الله بن عتبة: كانت في النبي (صلي الله عليه وآله) خصال ليست في الجبارين، كان لا يدعوه أحمر ولا أسود من الناس إلا أجابة، وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها فيهوي بها إلي فيه، وإنه ليخشي أن تكون من الصدقة، وكان يركب الحمار عريا ليس عليه شيء وقال يزيد بن عبد الله بن قسيط: كان أهل الصفة ناسا من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه وآله) في المسجد ويظلون فيه ما لهم مأوي غيره، فكان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يدعوهم إليه باليل إذا تعشي فيفرقهم علي أصحابه، وتتعشي طائفة منهم مع رسول الله (صلي الله عليه وآله)، حتي جاء الله تعالي بالغني وقال أبوذر رضي الله عنه: كان رسول الله (صلي الله عليه وآله ) يجلس بين ظهراني أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتي يسأل. فطلبنا إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين، كان يجلس عليه وقال ابن مسعود: أتي النبي (صلي الله عليه وآله) رجل فكلمه، فجعل ترعد فرائصه، فقال له: هون عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد. والقديد نوعٌ من الطعام البسيط.
وأخيراً نفتح قلوبنا لهذه الوصية من وصايا مصابيح الهدي قال الإمام العسكري (عليه السلام) - لشيعته- : أوصيكم بتقوي الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلي من ائتمنكم من برأو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد (صلي الله عليه وآله). صلوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدي الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعتي، فيسرني ذلك. اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح، فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك. لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله، لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب. أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة علي النبي (صلي الله عليه وآله)، فإن الصلاة علي رسول الله عشر حسنات. احفظوا ما وصيتكم به، واستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام.