ففي مثل هذه الايام من عام 61 الهجري واصل موكب سبايا أهل البيت النبوي مسيره من الشام الى كربلاء حيث مرقد سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السَّلام.
وبهذه المناسبة الأليمة نذكر الجميع بأنه في كل زمان وفي كل مكان من هذه المعمورة هناك خط الحسين المناصر للحق الباقي والمنتصر في كل مرحلة من مراحل الصراع مع الخط الاموي الباغي والمعادي للإنسان.
ومن هنا جاءت المقولة "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء" وكما يقول الكتاب محمد عبد الله فضل الله ، في معنى هذه المقولة التي كثيرا ما نتداولها في ادبياتنا هو: أن نعي حقيقة أهداف النهضة الحسينيّة؛ من التزام الحقّ، والسعي في تطبيقه على كلّ مصاديق الحياة والعلاقات الإنسانية والاجتماعية، فننهض بالحقّ ونحمله أمانة نقوم بغرسها في كلِّ ساحاتنا الفردية والجماعية، حتى نكون ممن يحملون روح النهضة الحسينيّة، ومممن يساهمون ولو بنسبة معيَّنة في استمرار روحيتها ونهجها في تحدّي الباطل وأهله، ونصرة المظلوم ومعاونة المحتاج والضَّعيف، وإعادة الحقوق إلى أهلها، والأمر بكلّ معروف، والنَّهي عن المنكر والفساد، كلّ ذلك يجعل من أيّامنا عاشورائيّة بمعنى أو بآخر، ومن ساحاتنا كربلائية بمعنى أو بآخر. فالعمدة في الرّوح التي نحملها، والوعي الذي نتحلّى به، والسّلوك الذي نتصرّف به؛ هل ينسجم مع روح النهضة الحسينيّة أو لا، هذه هي القضيّة بالتّحديد.