والصلاة والسلام على المصطفى المختار وعلى آله الطيبين الاخيار ...
السلام عليكم ـ ايها الاعزاء ـ ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً...
مستمعينا الافاضل ـ لقد لعب المال في حياة البشر ولا زال يلعب ادواراً بناءة عندما يكون بايدي الصالحين، ولعب المال ادواراً هدامة عندما اسرته قبضة المفسدين وان المال قوة لها جاذبية مافوقها جاذبية الا ما لدى اهل الايمان والتقوى من قوى معنوية وقيم نبيلة تجعلهم كالجبل الشامخ متعالين بوجه المال والثروة.
قال احد المؤمنين: والحق ان هؤلاء القمم الايمانية التي لم تخضع لجاذبية المال وحب الثروة هم قلة، ولقد تعرفت على احدهم في مشهد المقدسة وهو شيخ مجتهد ورع يدرس الفقه والاصول والاخلاق ولا افصح لكم عن اسمه لعلمي بانه يكره الظهور وستكتشفون هذا الامر بانفسكم حينما تسمعون القصة التالية التي نقلها احد كبار العلماء في مشهد المقدسة، لقد ذكر العالم الكبير قائلاً: ان عالماً من اصدقائه اقنع ثرياً من تجار طهران بدفع خمس ماله، وكان الخمس يبلغ مئة مليون تومان وهو مبلغ ليس بالقليل طبعاً فقال الرجل الثري انه معجب بشخصية المجتهد الفلاني في مدينة مشهد وسوف لا يدفع هذا المبلغ الا اليه، فجاء العالم الى هذا المجتهد الجليل واخبره بالموضوع وكاد يذهل لما رفض المجتهد قبول المبلغ وكلما اصر عليه قابله المجتهد الورع بالاصرار على الرفض حتى قال له: انني اخشى ان يؤدي رفضك الى امتناع الرجل من دفع الخمس اساساً فتكون قد حرمت المشاريع الاسلامية والحوزة العلمية منه وعطلت واجب الخمس عند الرجل وهذا ما لا تريده بالتأكيد فقال المجتهد: اذا كان هذا المحذور بالفعل فاني اكتفي باقناع الرجل ان لا يبقي المال عنده بل يدفعه لمجتهد آخر فليتصل بي هاتفياً يقول العالم: خرجت من عنده وانا غارق التفكير والعجب واتصلت بالرجل وطلبت منه ان يتصل بالمجتهد، وهكذا اقنعه بوجوب دفع الخمس وان مذهب أهل البيت(ع) منذ نشوئه الى اليوم قد بقي وانتشر بفضل الخمس الذي هو من حق أهل البيت(ع) وهم امروا بتوظيفه لاحياء مذهبهم ودعم اتباعهم فقال له الرجل الثري: خذ مني هذه الاموال وتصرف كما هو المطلوب الشرعي في رأيكم فاجابه المجتهد المتقي: انا لا اخذ المبلغ ولكني اقول لك ابحث عن مجتهد جامع للشرائط لديه من المشاريع الاسلامية النافعة للدين والمذهب فاعطه اياه واعلم ـ مستمعي الكريم ـ ان ذلك المجتهد الورع ظهر انه كان مديوناً وهو في امس الحاجة الى المساعدة والشرع يسمح له بالاستفادة من نصف هذا المبلغ "أي خمسين مليوناً" لرفع حوائجه الشخصية وبمقدار ما يليق بمكانته واخيراً اعطى الرجل الثري ذلك المبلغ الى مجتهد في قم المقدسة ليصرفه في المشاريع والمؤسسات والمدارس الاسلامية، نعم مستمعي الكرام ـ ان المال عند اهل الايمان والورع ليس مقصوداً بذاته بل يقصدونه اذا رأوا انفسهم على مستوى توظيفه للاهداف الخيرة.
مستمعينا الاعزاء ـ وعن العدالة والانصاف نقرأ ما يلي قال آية الله موسوي اردبيلي: كما تعلمون فان اهم نزاع لبني صدر كان مع المرحوم الدكتور البهشتي(رض) وقد قال بشأنه كلاماً نادراً ما قاله شخص بشأن شخص آخر، وحينما اختفى بني صدر وكان ملاحقاً بوصفه مجرماً اخبرنا ان زوجة بني صدر اعتقلت فلم يتحمل المرحوم بهشتي وقال لي اطلقوا سراحها، وكنت اتولى حينئذ منصب الادعاء العام فقلت دعني افكر فقال الشهيد البهشتي(رض)، لماذا اعتقلتم المرأة؟ ان لدينا نزاعاً مع زوجها واذا قمنا بهذه الاعمال فما هو اختلافنا عن الآخرين؟ ثم قال اذا لم تصدر امراً، اصدر انا امراً وبما ان ذلك ليس من واجباتي فعليك ان تحاسبني لارتكابي مخالفة، وكتب حكم اطلاق سراح تلك المرأة ولم يتحمل اعتقال شخص بريء، فرحمة الله عليه وعلى جميع المخلصين من الاولين والآخرين.
وفي الختام ـ ايها الاحبة الكرام ـ نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.