البث المباشر

خلق المبادرة للتوبة

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 08:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 184

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم مستمعينا الاكارم، اهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نستضيء فيه بطائفة من النصوص الشريفة التي تربي القلوب على محبة خلق أخر من معالي الاخلاق هو: خلق المبادرة للتوبة، ومعناه ان يربي الانسان نفسه على المبادرة للتوبة والاستغفار كلما صدر عنه ما لا يرضاه الله عزوجل صغيراً كان او كبيراً سهواً كان او عمداً، حتى تصبح هذه الحالة سجية وملكة فيه، تكسبه حب الله عزوجل؛ قال تبارك وتعالى في ذيل الآية (۲۲۲) من سورة البقرة:
"إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ".
والتواب صيغة مبالغة من اسم الفاعل (التائب) تفيد كثرة التوبه عند كل خطا يصدر من الانسان.
مستمعينا الاحبة، والتحلي بخلق المبادرة للتوبة من علامات صدق الايمان بالله عزوجل كما انه وسيلة لترسيخ الايمان بالقلب من خلال دوام التوبة لله عزوجل، روي في كتاب (الخصال) ضمن وصايا امير المؤمنين علي المرتضى لاصحابه قوله –صلوات الله عليه-:
"توبوا الى الله عزوجل وادخلوا في محبته فان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، والمؤمن تواب".
والتحلي بهذا الخلق وسيلة الفوز بمرضاة الله عزوجل، قال مولانا الامام الباقر –عليه السلام- في المروي عنه في كتاب اصول الكافي:
"ان الله تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها".
مستمعينا الاطائب، وتبشرنا الاحاديث الشريفة بأن المبادرة السريعة الى التوبة من كل خطا او ذنب يقع فيه الانسان سبب للنجاة من عذاب الله عزوجل والنجاة في الآخرة، فقد روي في كتاب الكافي عن امامنا الصادق –صلوات الله عليه- قال:
"ان الله عزوجل أعطى التائبين ثلاث خصال لو اعطى خصلة منها جميع أهل السموات والارض لنجوا بها، قوله عزوجل "إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"، فمن احبه الله لم يعذبه"
ثم قال –عليه السلام-: (وقوله عزوجل " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ " (سورة غافر۷)
ثم بين عليه السلام الخصلة الرحمانية الثالثة مستشهداً بالآيات الاخيرة من سورة الفرقان النازلة في وصل عباد الرحمن، قال: (وقوله عزوجل "....إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً" (سورة الفرقان۷۰).
والى هنا ننهي احباءنا حلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق شاكرين لكم طيب المتابعة والى لقاء مقبل بأذن الله دمتم بكل خير.


 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة