بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم ايها الاطائب، معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج واستنارة بطائفة من النصوص الشريفة التي تهدينا الى معالي الاخلاق ومنها شكر الانسان من اجرى الله نعمته على يديد، وقد دعانا له الله في كتابه المجيد حيث قال في الآية الرابعة عشر من سورة لقمان: "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ"
قال الامام الرضا –عليه السلام- كما في كتاب عيون الاخبار:
"وامر الله بالشكر له وللوالدين، فمن لم يشكر الوالدين لم يشكر الله تعالى" وقال –عليه السلام- أيضاً:
"من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزوجل".
وروي في الكافي عن مولانا الامام زين العابدين –عليه السلام- قال:
"ان الله يحب كل قلب حزين ويحب كل عبد شكور، يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: اشكرت فلانا؟ فيقول: بل شكرتك يا رب، فيقول جل جلاله: لم تشكرني اذ لم تشكره.
ثم قال –عليه السلام-: اشكركم لله اشكركم للناس".
وعلق العلامة المجلسي في البحار على هذا الحديث بقوله "عبد شكور: اي كثير الشكر بحيث يشكر الله ويشكر وسائط نعم الله كالنبي –صلى الله عليه وآله- والائمة –عليهم السلام- والوالدين وارباب الاحسان من المخلوقين... وقد روي عن امير المؤمنين –عليه السلام- قوله: لا يحمد حامد الا ربه".
ايها الاكارم، وفي حديث آخر يفسر مولانا الامام الصادق –عليه السلام- حديث باب مدينه العلوم النبوية الوصي المرتضى –عليه السلام- حيث قال "لا يحمد حامد الا ربه" فيشير الى ان من يشكر المحسنين من الخلق عليه ان لا ينسى انهم وسائط يجري الله على ايديهم نعمه لعباده، فقد قال –عليه السلام- في حديث رواه الطوسي في كتاب الأمالي:
"انتم والله ان تسألوني فاعطيكم احب الي من ان لا تسالوني ... ومهما اجرى الله عزوجل لكم من شيء على يدي فالمحمود [هو] الله تعالى ولا تبعدون من شكر ما اجرى الله لكم على يدي".
وجاء في الحديث القدسي المروي في كتاب عيون اخبار الرضا –عليه السلام-: قال الله تبارك وتعالى:
"يا ابن آدم لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك ولا نعمة الناس عن نعمة الله عليك ولا تقنط الناس من رحمة الله وأنت ترجوها لنفسك".
وتصرح الاحاديث الشريفة، بان من لم يشكر المنعم من المخلوقين فقد كفر النعمة ففي امالي الطوسي عن حبيبنا المصطفى –صلى الله عليه وآله- قال:
"من رد عن عرض اخيه المسلم كتب له الجنة البتة ومن اتي اليه معروف فليكافئ، فان عجز فليثن عليه فان لم يفعل فقد كفر النعمة".
وفي امالي الطوسي ايضاً عن امير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"حق على من انعم عليه ان يحسن مكافاة المنعم، فان قصرعن ذلك وسعة فعليه ان يحسن الثناء، فان كل عن ذلك لسانه فعليه معرفة النعمة ومحبة المنعم بها، فان قصر عن ذلك فليس للنعمة باهل".
وعدم التخلق بخلق شكر المنعم من الناس سبب لزوال النعمة في حين ان التحلي به سبب لزيادتها كما يشير لذلك الامام الصادق –عليه السلام- حيث يقول:
"تلقوا النعم بحسن مجاورتها واشكروا من انعم عليكم وانعموا على من شكركم فانكم اذا كنتم كذلك استوجبتم من الله الزيادة ومن اخوانكم المناصحة".
وفي كتاب (الدرة الباهرة) عن امامنا محمد الجواد –عليه السلام- قال:
"نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر"
وفي الكافي عن الصادق –عليه السلام- قال:
"ثلاث لا يضر معهن شيء: الدعاء عند الكرب والاستغفار عن الذين والشكر عند النعمة".
ومسك الختام قول مولانا الصادق –عليه السلام-:
"شكر النعمة اجتناب المحارم وتمام الشكر قول الرجل: الحمدلله رب العالمين".
ولكم منا ايها الاطائب جزيل الشكر على طيب المتابعة للقاء اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم بالف خير.