البث المباشر

معنى توسعة المنهج المهدوي

السبت 5 أكتوبر 2019 - 12:56 بتوقيت طهران
معنى توسعة المنهج المهدوي

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 24

 

لانزال مع دعاء العهد وهو الدعاء الذي يتلى كل صباح (لا اقل من اربعين صباحاً) لتعجيل ظهور الامام المهدي عليه السلام، والاسهام في موكبه وثورته الاصلاحية.. وقد حدثناك سابقاً عن جملة من مقاطعه بحسب تسلسلها، ونواصل حديثنا الآن مع مقطع جديد من الدعاء، وهو المقطع القائل: (وعجل فرجه، وسهل مخرجه، واوسع منهجه، واسلك بي محجته، وانفذ امره، واشدد ازره).. هذا المقطع كما تلاحظ يتألف من ست ظواهر: تنصب جميعاً في رافد دلالي وهو: تأييد الله تعالى وتسديده للامام عليه السلام في مهمته الاصلاحية، الا ان السؤال هو: ماذا تعني كل ظاهرة من الظواهر المتقدمة، وما هي الفوارق بين كل منها: مع كونها متماثلة او متحدة في الدلالة؟.. هذا ما نحاول الحديث عنه الآن..
العبارة الاولى من مقطع الدعاء تتوسل بالله تعالى بان يعجل فرج الامام عليه السلام، والتعجيل للظهور لايحتاج الى القاء الضوء عليه نظراً لوضوح الهدف منه، فما دام المجتمع او المجتمعات المعاصرة منحرفة، وعدوانية ومبتعدة عن السماء ومبادئها، حتى ان المعروف ليكاد يتحول الى منكر، والمنكر الى معروف، وحتى ان المستضعف يئن من ثوة المستكبر ولا يملك خلاصاً منه: حينئذ فان وراثة الارض لعباد الله المخلصين تأخذ ضرورتها ومشروعيتها ومسوغاتها في طموحات قارئ الدعاء، ولذلك يتوسل بالله تعالى بان يعجل ظهور الامام عليه السلام ويفرج بظهوره عن الامة الاسلامية الحقة.. اذن: للمرة الجديدة: تعجيل الفرج، اي الخلاص من الازمة له مسوغاته بهذا النحو الذي تنطق به كلمات الدعاء..
ولكن ماذا بالنسبة الى العبارة الثانية، وهي: (وسهل مخرجه)؟
طبيعياً، يعتبر هذا التوسل الجديد خطوة بعد الخطوة الاولى وهي: التعجيل بالظهور، حيث ان التعجيل بالظهور قد يقترن بصعوبات وبعقبات وبممارسات تحتجز عملية الاصلاح من توفرها بالشكل المطلوب.. ولذلك، نجد ان الدعاء يتوسل بالله تعالى ان (يسهل) وييسر الظهور المشار اليه، بحيث تزال العقبات المحتملة في طريق الاصلاح..
ثم تواجهنا العبارة او التوسل الثالث وهو: عبارة (واوسع منهجه).. ولعل هذه العبارة تحتاج الى القاء الانارة عليها..
ان قارئ الدعاء (اياً كان مستواه الثقافي او خلفيته العامة)، عندما يواجه عبارة (اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه) لايحتاج الى تأمل جاد لادراك ما نطق به من الكلام، ولكن عندما يواجه عبارة (واوسع منهجه) سوف يتوقف قليلاً او كثيراً حتى يدرك ما تعنيه العبارة المتقدمة..
ان المنهج هو: الطريقة او الاسلوب الذي يتبع في العمل الفكري او العلمي او الاداري او السياسي.. الخ وعندما نوجه عبارة (واوسع منهجه) لابد وان يقفز الى اذهاننا اكثر من استخلاص.. فقارئ الدعاء قد يستخلص من العبارة المذكورة بان المقصود مثلاً هو: ان الامام عليه السلام مادام يواجه مجتمعاً ليس محلياً بل يواجه مجتمعاً دولياً او عالمياً، وان العمل وتقسيمه في شتى الصعد يتطلب رسماً لخطط متنوعة، حينئذ: فان طبيعة او سعة المجتمع او المجتمعات التي يواجهها الامام عليه السلام تتطلب سعة في المنهج الذي سيرسمه الامام عليه السلام، وبكلمة اكثر وضوحاً: السعة في العملية الاصلاحية للامام عليه السلام تتطلب سعة في الاساليب المفضية الى تحقيق الاصلاح، ولذلك توسل الدعاء بالله تعالى بان يوسع منهج او اسلوب او طريقة الممارسة الاصلاحية للامام عليه السلام..
نتجه بعد ذلك: الى العبارة الرابعة او الظاهرة الرابعة وهي عبارة (وأسلك بي محجته).. ترى: ما المقصود من مصطلح (المحجة)؟..
اذا عدنا الى الدلالة اللغوية لهذه الكلمة، نجد ان معناه هو الجادة من حيث وسطها او معظمها، اي: الجادة من حيث المعلم الجغرافي لها، وهو: ما يسلك خلالها من المرور.. هذا يعني ان الدعاء قصد بهذه العبارة معنى استعارياً او رمزياً، بمعنى انها ترمز الى الطريق الذي يسلكه الامام عليه السلام في تحقيق مهمته الاصلاحية.. ولذلك يقول الدعاء (وأسلك بي محجته) اي: اللهم اجعلين أسلك الطريق الذي سلكه الامام المهدي عليه السلام في مهمته الاصلاحية، اي الا اخالفه في تنفيذ اوامره، والاستنارة بخطاه..
بعد ذلك نواجه عبارتين اخيرتين هما (وانفذ امره، واشدد ازره).. هنا، يجدر بنا ان نشير الى ان هاتين العبارتين تتصلان بالصميم من المهمة الاصلاحية للامام عليه السلام.. انها تتصل بممارسته العملية، اي: بتطبيقها على ارض الواقع، وهو ما تشير اليه كلمة (امره) ثم ما يتصل بهذا الامر او المباشرة للعمل من دعم خاص.. وهذا ما نحدثك عنه في لقاء لاحق انشاء الله تعالى.
ختاماً: نتوسل بالله تعالى ان يوفقنا للاسهام في مناصرة الامام عليه السلام، وممارسة وظيفتنا العبادية بنحوها المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة