البث المباشر

ترسيخ روح الطاعة للامام المهدي(عج) في قلب المؤمن

السبت 5 أكتوبر 2019 - 09:25 بتوقيت طهران
ترسيخ روح الطاعة للامام المهدي(عج) في قلب المؤمن

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 15

 

نحن الآن مع دعاء العهد، وهو الدعاء الذي يتلى يومياً في الصباح ‏‎‎‏(لا اقل من اربعين صباحاً)‏‎‎‏ بحسب ‏التوصيات الواردة حيال ذلك.. وقد حدثناك في لقاءات سابقة عن مقطعه المتوسل ‏بالله تعالى بان يجعلنا من انصار الامام المهدي عليه السلام واعوانه، ومن الذابين ‏عنه والمسارعين اليه في قضاء حوائجه.. هنا، نذكرك باننا حدثناك في لقاء سابق ‏عن المقصود من عبارة الدعاء القائلة ‏‎‎‏(والمسارعين اليه ‏في قضاء حوائجه...)‏‎ ‎لكننا لم نستكمل حديثنا عن النكتة التي تضمنتها ‏العبارة المتقدمة، الا وهي قوله عليه السلام: (اي: الامام الصادق عليه السلام الذي ‏انشأ لنا هذا الدعاء) ‏‎‎‏ (والمسارعين اليه في قضاء ‏حوائجه...)‏‎‎‏ اننا ندعوك اخي المستمع الى ان تتأمل جيداً هذه النكتة، ‏وهي ان الدعاء لم يقل (اجعلنا من المسارعين في قضاء حوائجه) بل قال (اجعلنا ‏من المسارعين اليه).. فهنا نلفت نظرك الى النكتة المهمة وهي: أن مقطع الدعاء ‏يطالبنا بان نسارع الى الامام المهدي عليه السلام ونطلب منه ان يكلفنا بمهمة منه.. ‏وقد قلنا: ان الامام عليه السلام ليس بحاجة الينا، بل نحن بحاجة اليه لكي نوفق الى ‏خدمته عليه السلام.. لذلك قال مقطع الدعاء او جعلنا نتوسل بالله تعالى ان يجعلنا ‏من المسارعين اليه، اي نذهب نحن بانفسنا اليه، ونطلب منه ان يوكل الينا مهمة ما ‏وليس ننتظر ان يكلفنا هو فنسارع اليه..‏
اذن هذه النكتة لها اهميتها الكبيرة في جعلنا نتدرب على الاسهام في معركة محاربة ‏الجور والظلم وفي بناء مجتمع العدل والقسط، وهو: ان نسارع الى الامام عليه ‏السلام ونطلب منه ان يوكل الينا اية مهمة عسكرية او مدنية..‏
بعد ذلك نتجه الى مواصلة ما توسل به الدعاء من الله تعالى بان يجعلنا في خدمة ‏الامام المهدي عليه السلام، حيث قال: ‏‎‎‏ (والمتمثلين ‏لاوامره، والمحامين عنه، والسابقين الى ارادته، والمستشهدين بين ‏يديه...)‏‎‎
ولنقف عند كل مفردة من المهمات المذكورة، ونبدأ في ذلك بفقرة ‏‎‎‏ (والمتمثلين لاوامره...)‏‎‎‏ هنا نذكرك بان فقرة الدعاء ‏السابقة قالت: اللهم اجعلنا من المسارعين اليه في قضاء حوائجه، وقلنا: معنى هذه ‏العبارة او الطلب هو: ان نسارع نحن الى الامام ونطلب منه ان يوكل الينا مهمة ‏عسكرية او مدنية،.. وها هو الدعاء في عبارته الجديدة يتوسل بالله تعالى بان يجعلنا ‏من المتمثلين لاوامره.. وهذا يعني بوضوح: ان الدعاء طلب منا ان نسارع الى ‏الامام ونطب منه بان يعهد الينا بمهمة عسكرية او مدنية، وعندئذ سوف يأمرنا بما ‏هو مطلوب منا، فاذا اقرنا بذلك، وجب علينا ان نمتثل لاوامره، وهذا ما اكده الدعاء ‏في فقرته الجديدة عندما نتوسل بالله تعالى ان يجعلنا من المتمثلين لاوامره..‏
هنا قد تتسائل قائلا: وهل نتوقع من قارئ الدعاء ان يتباطأ او يتكاسل او يمتنع ‏اساساً من امتثال اوامره عليه السلام؟
من الحقائق المعروفة في حقل السلوك البشري، ان الانسان قد يكون مشحوناً بعاطفة ‏قوية في زمان السلم او الراحة، الا انه في اللحظة الحرجة قد يتردد او يمتنع اساساً ‏من المشاركة عندما يفاجأ بشدائد الحرب او الخدمة، ولذلك وردت التوصيات ‏التعليمية والارشادية بالتوسل بالله تعالى بان يثبتنا على الميثاق الذي اخذناه على ‏انفسنا بنصرة الامام المهدي عليه السلام.. هذا بالاضافة الى ان سبب التردد او ‏الامتناع قد لايكون لمواجهة الشدائد ضبابية او لبس او عدم وضوح الموقف مع ‏ملاحظة ان النصوص الشرعية تؤكد بان الامر عند ظهور الامام عليه السلام يكون ‏اسطع ظهوراً من الشمس، الا ان ضعف النفس من جانب، وعدم توفر الوعي الجاد ‏من جانب ثان قد يتسببان في تردد او امتناع البعض من الالتزام بميثاقه..‏
المهم: عندما نواصل قراءة المقطع المتقدم نواجه توسلات تتمثل في الدعاء بان ‏يجعلنا الله تعالى من المحامين عن الامام المهدي عليه السلام، ومن السابقين الى ‏تنفيذ ارادته، واخيراً: من المستشهدين بين يده.. وهذا ما نحدثك عنه في لقاءات ‏لاحقة انشاء الله تعالى...‏

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة