البث المباشر

سرّ إهداء الصلوات على مولانا المهدي بمقدار ما أحاط به علمه

السبت 5 أكتوبر 2019 - 08:49 بتوقيت طهران
سرّ إهداء الصلوات على مولانا المهدي بمقدار ما أحاط به علمه

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 13

 

نتقدم الآن بمواصلة حديثنا عن دعاء العهد، وهو الدعاء الذي يقرأ كل صباح (لا اقل اربعين صباحاً)، في ندب شخصية العصر(ع) وتعجيل ظهوره،.. وقد مر علينا مقطعه المتوسل بالله تعالى في البداية بتبلغ الصلوات عليه، ثم: ارداف ذلك بعدد وحجم وعمق تلكم الصلوات، حيث لاحظنا ان الامام الصادق(ع) (وهو صاحب الدعاء) قد قدر الصلوات المذكورة بقوله(ع): (زنة عرش الله، ومداد كلماته، وما احصاه كتابه وما احاط به علمه)، ولابد اذا كنت متابعاً لاحاديثنا عن دعاء العهد انك تتذكر توضيحنا لدلالات هذه العبارات او الرموز المتمثلة في (زنة عرش الله) و (مداد كلماته) و (ما احصاه كتابه) .. ويبقى الآن ان نحدثك عن الرمز او العبارة الرابعة القائلة (وما احاط به علمه) ، اي: بقدر ما احاط به عمله الله تعالى، فان (الصلوات) التي تتوسل بالله ان تتم على الامام المهدي(ع)، تكون بقدر ذلك.. ونكرر كلامنا، بان القارئ للدعاء لاينتابه الملل من محاولتنا التدقيق في كل عبارة من الدعاء، حتى لو عرف دلالة العبارة اجمالاً (كما لو عرف ان المقصود من زنة العرش، ومداد الكلمات، واحصاء الكتاب، وما احاط به علمه الله تعالى) هو: كثرة الصلوات.. ولكن هذا ليس بكاف، والا كان المعصوم(ع) يكتفي بعبارة واحدة، وتحسم المشكلة،.. لكن المطلوب هو: ملاحظة دقائق ونكات وطرائف وعمق الدلالات التي يطرحها الدعاء..
المهم: لنتحدث عن عبارة (وما احاط به علمه...) ترى: ما المقصود بهذه العبارة؟ لاشك ان القصد هو: توضيح العدد والحجم والمستوى من الصلوات المنبثقة من عواطفنا حيال الامام المهدي(ع).. ولكن ما هو الفارق بين ما تقدم من العبارات المشيرة الى العرش والكلمات والكتاب وبين العبارة المشيرة الى قدر (ما احاط به علمه) ؟
هنا ينبغي ان نذكرك (اذا كنت متابعاً لاحاديثنا عن دعاء العهد) ان العبارات او الرموز المذكورة كان بعضها مشيراً الى الاحصاء العددي، والآخر الى المستوى النوعي، والثالث الى كليهما.. الخ اما الآن ونحن مع الرمز الرابع او العبارة الرابعة المشيرة الى عدد ما احاط به علم الله تعالى لابد وان نحدثك عنها بشيء من الوضوح، فنقول:
لابد وانك مستمعي الكريم تستحضر تماماً: النصوص الشرعية كتاباً وسنة من حيث اشارتها الواضحة الى ان الله تعالى احاط بكل شيء علماً، في حين نجد ان البشر لايحيطون بعلم الله الا بما شاء.. ترى: ماذا يعني هذا؟.. ان الظواهر الموجودة يحيط الله تعالى بها جميعاً.. وهذا من الوضوح بمكان.. وبما ان علم الله تعالى مطلق لاحدود له: حينئذ فان الذهاب الى ان احاطته بما هو غير موجود يظل بدوره واضحاً.. ولكن السؤال هو: ماذا يرمي الدعاء اليه من وراء الرمز او العبارة المذكورة؟ هل يستهدف تبليغ الصلوات الى الامام المهدي(ع) بعدد مفردات احاطة الله تعالى علماً؟ الجواب: بما ان علم الله تعالى لاحدود له بل هو مطلق: حينئذ يعني الدعاء بان الصلوات التي نبعثها لاحدود لها.. ولكن العدد وحده لايكفي مادمنا قد لاحظنا بان مااحصاه كتابه مثلاً يتحدد بمقدار ما هو مبين في اللوح المحفوظ او بمقدار ما هو موجود في سجل الاعمال لكل البشر، ولذلك لابد وان ترمز عبارة (ما احاط به علمه) الى دلالة اشمل من الاحصاء العددي، الا وهي: عظمة علمه تعالى.. ان علم الله تعالى لايقارن بعلم البشر لا من حيث الآلية الادراكية التي يتحقق العلم او المعرفة بها عند البشر، ولا من حيث الججم المعرفي.. لذلك فان عظمة (علم الله تعالى) تؤشر لنا بان الرمز الذي تنطوي عليه عبارة (وما احاط به علمه) انما هو: من الخطورة والعظمة بمكان، اي: ان الصلوات التي نطمح بان تتم على الامام المهدي(ع) هي: من الخطورة والعظمة بمكان يتناسب مع احاطته تعالى علماً بالظواهر..
اذن امكننا ان نبين جانباً من النكات التي يتضمنها هذا القسم من دعاء العهد.. وسننتقل في لقاءنا اللاحق الى موضوع او مقطع جديد من الدعاء المذكور، ان شاء الله تعالى..

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة