بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة نحييكم بها ونحن نلتقيكم مع النصوص الشريفة وهي ترغبنا في خلق يحبه الله عزوجل وهو الإحسان للحيوان فضلاً عن الرفق. وهو من معالي أخلاق أوليائه –عليهم السلام- روي في كتاب المناقب ضمن وصية الإمام علي بن الحسن زين العابدين لولده الباقر –عليهما السلام- قال قبل وفاته:
"إنني قد حججت على ناقتي هذه عشرين حجة، فلم أقرعها بسوط قرعة، فاذا نفقت فادفنها لا يأكل لحمها السباع، فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله" .
ونتدبر معاً في الرواية التالية المبينة لشدة رفق رسول الله –صلى الله عليه وآله- بالبهائم ووصيته لإصحابه بذلك، فقد روي في كتاب الخرائج عن عبدالله بن جعفر رضوان الله عليه-، قال:
"إن النبي –صلى الله عليه وآله- دخل حائطاً {أي بستاناً} لبعض الأنصار، فاذا فيه جمل، فلما رأى النبي –صلى الله عليه وآله- ذرفت عيناه، فمسح النبي سناقه فسكن ثم قال –صلى الله عليه وآله- من رب هذا الجمل؟ فجاء فتىً من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال –صلى الله عليه وآله-: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه يشكو إلي أنك تجيعه وتذيبه" .
وكان –صلى الله عليه وآله- يأمر بعدة وصايا عملية في الرفق بالحيوان وبصورة مكررة ومشددة، فمثلاً روي في الوسائل عن سوادة بن الربيع، أنه –صلى الله عليه وآله- قال له:
"إذا رجعت الى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم –أي أغنامهم- ومرهم أن يقلموا أظفارهم ولا يعطبوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا" يعني –صلى الله عليه وآله- أن لا يؤدي طول الأظفار أثداء المواشي، كما روي أنه –صلى الله عليه وآله- عن أن تجر الشاة بأذنها.
ونقرأ –أيها الأطائب- في كتاب المحاسن مسنداًعن مولانا الإمام الرضا –عليه السلام- حديثاً في لعن نبي الرحمة لمن آذى البهائم قال الرضا –عليه السلام-:
"مرّ رسول الله –صلى الله عليه وآله- على قوم نصبوا دجاجة حية وهم يرمونها النبل، فقال:من هؤلاء؟ لعنهم الله" .
وأخيراً نتدبر معاً في الحديث التالي وفيه درس بليغ في سوء عاقبة عدم التحلي بهذا الخلق النبيل وعدم دفع الأذى عن الحيوان ولو كان المتخلف عن ذلك من المتعبدين فعدم رفقه بالحيوان يكشف أن عبادته ليست صادقة قال الإمام الصادق –عليه السلام- كما في الوسائل:
"كان رجلٌ شيخٌ ناسكٌ يعبد الله في بني إسرائيل، فبينا هو يصلي وهو في عبادته إذ أبصر بغلامين صبيين قد أخذا ديكا وهما ينتفان ريشه، فأقبل على ما فيه من العبادة ولم ينههما عن ذلك، فأوحى الله الى الأرض: أن سيخي بعبدي، فساخت به الارض، فهو يهوي أبد الآبدين ودهر الداهرين" .
نشكر لكم أيها الأكارم جميل الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (معالي الأخلاق) الى لقاء مقبل بأذن الله دمتم في رعاية سالمين.