البث المباشر

حسن الجوار

الأربعاء 2 أكتوبر 2019 - 15:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 74

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله، معكم في لقاء أخر من هذا البرنامج، نقضي فيه دقائق مع بعض النصوص الشريفة التي تعلمنا كمال التحلي بخلق (حسن الجوار).
وهو خلق نبيل أوصى به الله تبارك وتعالى في قرآنه الكريم في الآية السادسة والثلاثين من سورة النساء حيث قال:
"وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً".
وقد ذكر المفسرون أن المستفاد من الآية الحث على الإحسان للجار ذي القربى أي الذي قرب جواره فصار كالقريب رحماً، وكذلك الإحسان للجار الجنب أي البعيد إما من جهة القرابة النسبية أو من جهة كونه جاراً ولكن غير ملاصق، وهذا المعنى تؤيده الأحاديث الشريفة نظير قول رسول الله –صلى الله عليه وآله- المروي في الكافي قال: "كل أربعين داراً جيران من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله".
وقد ذكرت الأحاديث الشريفة المصاديق العملية للتحلي بهذا الخلق من خلال أداء حقوق الجار وقد بين أصولها مولانا الإمام زين العابدين –سلام الله عليه- في رسالة الحقوق المباركة حيث قال:
"وأما حق جارك فحفظه غائباً وإكرامه شاهداً ونصرته إذا كان مظلوماً، ولا تتبع له عورة وإن علمت عليه سوءً سترته عليه، وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه، ولا تسلمه عند شدائده، وتقيل عثراته وتغفر ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة".
ومن أعلى مراتب حسن الجوار الصبر على أذى الجار إحتساباً عند الله عزوجل الذي أوصى بالإحسان إليه، فقد روي في الكافي عن إمامنا العبد الصالح موسى الكاظم –عليه السلام- قال:
"ليس حسن الجوار كف الأذى، ولكن حسن الجوار صبرك على الأذى
"
وفي الكافي عن الإمام الباقر –عليه السلام- قال:
"جاء رجل الى النبي –صلى الله عليه وآله- فشكى إليه أذى جاره فقال له رسول الله: إصبر، ثم أتاه ثانية فقال له: إصبر..."
وفي الكافي أيضاًعن عمرو بن عكرمه قال: "دخلت على أبي عبدالله {الصادق} عليه السلام فقلت:لي جارٌ يؤذيني، فقال: إرحمه".
كما صرحت الأحاديث الشريفة بعظمة البركات الدنيوية والأخروية للتحلي بخلق حسن الجوار، ففضلاً عن عظيم ثوابه فهو من أسباب زيادة الرزق وطول العمر وعمران الديار.
فقد روي عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار"
وقال "حسن الجوار يزيد في الرزق".
فاصل
وبهذا ننهي أحبتنا لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران
شكراً لكم ودمتم بألف خير

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة