بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته، معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نقضي فيه معاً دقائق في رحاب طائفة من النصوص الشريفة التي ترغبنا في أحد معالي الأخلاق المرتبطة بعفة اللسان وهو خلق (قول الخير)، ومعناه أن يحلي المؤمن لسانه بأن لا ينطق إلا بما هو خيرٌ وفيه الخير.
أيها الأحبة يستفاد من الآيات الكريمة أن الأمر الإلهي بهذا الخلق النبيل قد ورد في الرسالات الإلهية السابقة كما تصرح بذلك الأية الكريمة ۸۳ من سورة البقرة.
قال الله تبارك وتعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ"
ومن مصاديق القول الحسن التي ذكرها القرآن الكريم هي مخاطبة حتى الطغاة بالقول اللين والرفق إستجلاباً للقلوب بأتجاه الهدى الإلهي، كما ورد في الخطاب الإلهي لرسوليه موسى وهارون على نبينا وآله عليهما الصلاة والسلام.
قال عزّ من قائل في الآيتين ٤۳و٤٤ من سورة طاها: "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{٤۳} فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى{٤٤}"
ويستفاد من هذا النص الشريف أن للقول الحسن تأثيراً بليغاً في جعل الإنسان يتذكر الحق المركوز في فطرته ويتبعه.
أيها الأخوة والأخوات ويهدينا الهادي المختار –صلوات ربي عليه وآله الأطهار- الى عظمة الأجر الذي أعده الله تبارك وتعالى للمتحلين بهذا الخلق الكريم
أجل، فقد روي من طرق الفريقين قوله –صلى الله عليه وآله-: "الحكمة الطيبة صدقة".
وكلنا نعرف مضاعفة الله جل جلاله لأجر الصدقة أضعاف كثيرة وهو الواسع العليم كما أشارت لذلك عدة من آيات قرآنه الكريم.
بل إن الأحاديث الشريفة تصرح بأن القول الحسن وكلمة الخير هي أحب الإنفاقات في سبيل الله إليه تبارك وتعالى.
أجل، فقد روى المحدث البرقي في كتاب المحاسن عنه –صلى الله عليه وآله- أنه قال: "والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير"
وتهدينا الأحاديث الشريفة الى عظمة البركات التي يحصل بها المتحلي بخلق عفة اللسان والقول الحسن، وأعظمها إحاطته بالرحمة الإلهية والسلامة من السخط الإلهي.
روي في كتاب المحاسن عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أوسكت على سوء فسلم"
كما أن من بركات القول الحسن الفوز في الدنيا بطيب السمعة بين خلق الله ومحبتهم ببركة الإلتزام العملي بما يقتضيه الأخذ بالقول الحسن.
في المحاسن عن مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"قولوا الخير تعرفوا به وإعملوا الخير تكونوا من أهله".
رزقنا الله وإياكم أحبتنا توفيق الإلتزام بالقول الحسن وقول الخير في جميع كلامنا إنه سميع مجيب
اللهم أمين وشكراً لكم على طيب وحسن الإستماع لقول الخير الذي نقلناه لكم من النصوص الشريفة في حلقة اليوم من برنامج معالي الاخلاق قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران
دمتم سالمين في رعاية أرحم الراحمين.