البث المباشر

المهدويون والايمان بالرسالات الالهية

الأربعاء 2 أكتوبر 2019 - 13:43 بتوقيت طهران
المهدويون والايمان بالرسالات الالهية

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 6

 

في لقاء سابق، حدثناك عن مقدمة دعاء العهد، وهو الدعاء الذي يقرأ أربعين صباحاً لندب شخصية العصر الامام المهدي(ع)، وقد تضمن التمهيد او المقدمة ثلاثة موضوعات، أحدها: المناداة باسم (رب النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب البحر المسجور) وقد حدثناك عنه مفصلاً... اما الآن فنحدثك عن الموضوع الثاني ويتضمن المناداة الآتية (ومنزل التوراة والانجيل والزبور، ورب الظل والحرور، ومنزل القرآن العظيم)...
هنا، نلفت نظرك الى ان الموضوع الثاني من مقدمة‌ دعاء العهد يتضمن الاشارة الى‌ الرسالات او الكتب المنزلة وهي (التوراة، الانجيل، الزبور، القرآن العظيم)... هنا، لا نعتقد اننا بحاجة الى ‌ان نحدثك عن الكتب الثلاثة (التوراة، الانجيل، الزبور) إلا من حيث الاشارة الى ان المنتسبين لها: سوف يردون الى‌ ساحة الحضور: عند قيام الامام المهدي(ع)، ... لكن بغض النظر عن ذلك، فان إشارات القرآن الكريم وأحاديث المعصومين عبر رسمهم لسمات المؤمنين طالما يشيرون الى‌ أنهم يؤمنون بالغيب، وبالرسالات السابقة ...الخ وخارجاً عن ذلك ينبغي ان نتجه بالاشارة الى (القرآن العظيم) حيث وسمه الدعاء بسمة (العظيم) تمييزاً له عن الكتب السابقة التي اكتفى بذكر اسمائها، وهذا التمييز او السمة بان (القرآن العظيم)، يومئ الى انه المجسد لختام الرسالات، وان الامام المهدي(ع) (وهو الذي انشئ له دعاء العهد) هو الممثل لرسالات السماء جميعاً ومظهر كامل اهدافها في عصر ظهوره فهو الخليفة الذي نصبه الله تعالى والرسول صلى الله للمهمة المذكورة...
لكن مما يلفت النظر ان صاحب الدعاء (الامام الصادق عليه السلام) ذكر في سياق العرض للرسالات الأربعة (التوراة، الانجيل، الزبور، القرآن العظيم) موضوعاً ينتسب الى ظواهر الله تعالى الابداعية، وهو قوله(ع) (ورب الظل والحرور) حيث يتجانس هذا مع الموضوع السابق وهو الموضوع الذي افتتح به دعاء العهد اي عبارة: (اللهم رب النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب البحر المسجور...)
لذلك: نتساءل (ونحن نقرأ دعاء العهد كل صباح) ماذا نستخلص او نفسر وجود هذه العبارة المشيرة الى أحد ابدعات الله تعالى (الظل والحرور) من حيث وردها في سياق موضوع آخر هو: رسالات السماء الاربع؟
هذا مما يحتاج الى‌ التوضيح...
ان المناداة بصفة (منزل) الكتب تعني جملة دلالات وفي مقدمتها: اهمية نزول الرسالات، فمادام الهدف من الخلق اساساً هو: ممارسة العبادة تبعاً لقوله تعالى: (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) عندئذ فان ممارسة العبادة تتمثل في المبادئ التي رسمها الله تعالى للبشر، وهي في مقدمتها: كتب التوراة والانجيل والزبور، ثم أهمها جميعاً حيث ختمت الرسالات بها هي: نزول القرآن الكريم...، وسزى عند حديثنا عن الموضوع الثالث من مقدمة دعاء العهد ان الاشارة الى الانبياء والملاتكة وسواهم: تعني: وساطة هؤلاء المخلوقات في توصيل مبادئ السماء الى البشر...
اذن: المناداة برب المنزل للكتب المذكورة، واهمها القرآن الذي وسمه الامام عليه السلام (بالعظيم): تعني الأهمية العظمى بل جوهر ما انيط الى البشر من الوظائف العبادية، متمثلة في المبادئ المرسومة لهم من الله تعالى.
يبقى ان نجيب على السؤال الذي طرحناه، وهو: بم نفسر ورود العبارة القائلة (ورب الظل والحرور) في سياق العبارات الواردة في نزول التوراة وفي نزول الانجيل وفي نزول الزبور، واخيراً في نزول القرآن الكريم؟...
ونتساءل اولاً عن معنى (الظل والحرور) قبل الاجابة عن دلالتهما الواردة في سياق نزول رسالات السماء المذكورة...
النصوص المفسرة تشير الى ان الظل والحرور، قد يشيران الى ظل الليل وسموم النهار مثلاً... وقد يرمزان الى الجنة والنار،... ويخيل الينا، ان ما يرمزان به الى الجنة والنار اقرب الى سياق الدعاء، والا فان الظل والحرور او السموم يردان في سياقات اخرى بمعنى‌ آخر هو: التضاد بين شيين، حيث ورد هذان التعبيران في سورة فاطر عبر المقارنة‌ بين المؤمن والمنحرف مثل قوله تعالى (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور...) لكن بالنسبة الى السياق الذي نحن بصدده وهو نزول الرسالات، فان (الظل والحرور) جاء التعبير عنهما بعد الاشارة الى التوراة والانجيل والزبور ثم جاءت الاشارة الى منزل القرآن العظيم...
فماذا يعني هذا؟
كما قلنا: نحتمل قوياً‌ ان الدعاء يستهدف من خلال التداعي الذهني الى ان المؤمن برسالات السماء انما يأخذ دلالته الإيجابية في حالة ما اذا كان المنتسبون هم: الاسلاميين، ولذلك فان المنزل من الكتب يأخذ مشروعيته في الكتاب المنزل على النبي محمد(ص)، وهو نزول القرآن الكريم،... وتبعاً لذلك تجئ الاشارة الى‌ رب الجنة والنار مستهدفةً لفت النظر الى المؤمن برسالة الاسلام وبعصر الظهور: حيث ان المنتسبين الى الكتب السابقة - كما اشرنا- يؤمنون بالامام المهدي(ع) في حينه، وعندئذ - كما كررنا الاشارة- يكون المؤمنون بذلك من اصحاب الجنة، واما المعاندون فمن اصحاب النار... المهم: بغض النظر عما تقدم، ينبغي لفت النظر الى هذا الموضوع: موضوع مقدمة دعاء العهد الذي استهل اولاً برب الظواهر الابداعية: من نور وعرش و...، وبرب الكتب المنزلة وفي مقدمها القرآن العظيم، ثم: اخيراً المناداة بالرسل والانبياء والملائكة الخ، وهو ما نحدثك به في لقاء لاحق إن شاء الله تعالى.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة