السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته.. على بركة الله نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، ننقل لكم فيها طائفة من الأحاديث الشريفة التي ترغبنا في التحلي بخلق (كظم الغيظ) من خلال تعريفنا ببركاته وآثاره في تكامل الإنسان.
وقبل الإستنارة بهذه الأحاديث ننقل لكم ما قاله العلامة الجليل السيد علي خان المدني الشيرازي في كتابه القيم (رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين) ضمن شرحه لإشارة الإمام السجاد _عليه السلام_ لطلب هذا الخلق من الله عز وجل، قال السيد رضوان الله عليه: "كظم غيظه: إذا أمسك على ما في نفسه ولم يظهره لا بقول ولا بفعل.. وهو من معالي الأخلاق ومكارم الأخلاق، ولو لم يرد في فضله إلا نص قوله تعالي"الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، (آل عمران ۱۳٤) لكفى والأخبار في الحث عليه والإرشاد إليه أكثر من أن تحصي".
كظم الغيظ هو علامة للحزم الذي يجعل حياة الإنسان بعيدة عن الإنشغال بالبغضاء والشحناء، هذا أعزائنا ما ينبهنا له رسول الله _صلى الله عليه وآله_ في الحديث المروي في كتاب (مشكاة الأنوار) للطبرسي حيث قال: "أعقل الناس أشدهم مداراة للناس وأحزم الناس أكظمهم غيظا".
وبالتحلي بكظم الغيظ يحصل الإنسان على أحد أركان كمال الإيمان. فقد روي عن رسول الله الحبيب المصطفى _صلى الله عليه وآله_ في كتاب المحاسن للبرقي أنه قال: "ثلاث خصال من كن فيه يستكمل خصال الإيمان، الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له".
وفي كتاب الكافي ضمن وصف الإمام أمير المؤمنين لصفات المؤمن الحقيقي قال _عليه السلام: "المؤمن هو الكيس الفطن.. كظوما غيظه صافيا خلقه".
ونقرأ في كتاب الخصال للشيخ الصدوق، قول مولانا الإمام جعفر الصادق _عليه السلام_ أنه قال: "ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الإيمان: من صبر على الظلم وكظم غيظه واحتسب وعفا وغفر، كان ممن يدخله الله عز وجل الجنة بغير حساب ويشفعه في مثل ربيعة ومضر".
وروى الشيخ الصدوق في كتاب (من لايحضره الفقيه) ضمن وصية النبي المصطفى لوصيه المرتضى عليهما وآلهما السلام، قال _صلى الله عليه وآله: "يا علي أوصيك بوصية فاحفظها فلا تزال بخير ما حفظت وصيتي، يا علي، من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله يوم القيامة أمنا وإيمانا يجد طعمه".
ونقرأ في كتاب الكافي قول مولانا الباقر _عليه السلام: "من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمنا وإيمانا يوم القيامة".
وأخيرا نقرأ في الكافي أيضا قول إمامنا جعفر الصادق عليه السلام: "من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه، أملاه الله قلبه يوم القيامة رضاه".
وبهذا ينتهي أحبائنا لقاؤنا بكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في إيران. دمتم بكل خير.