السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في حلقةٍ أخرى من هذا البرنامج وسياحة قصيرة في روضة أحد معالي الأخلاق التي يحبها الله ورسوله وأوصياؤه عليهم جميعاً صلوات الله وتحياته.
إنها- أيها الأحبة- روضة (حسن الخلق) والمراد منه في مصطلح الأحاديث الشريفة طيب التعامل مع الناس في الأقوال والأفعال. وقد كانت لنا جولتان في هذه الروضة المباركة في الحلقات السابقة، ولكثرة الأحاديث الشريفة في الحث على هذا الخلق النبيل نخصص له لقاء اليوم أيضاً فتابعونا مشكورين.
نبدأ أعزاءنا بما روي في الكافي عن إمامنا جعفر الصادق- عليه السلام- عن جده الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وآله- قال عن فضل التواضع للناس وجميل الألفة معهم:
(أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً (أي المتواضعون في تعاملهم مع الآخرين) الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم (أي يحبهم الناس لحسن خلقهم).
صدق رسول الله- صلى الله عليه وآله-، وفي حديث آخر في الكافي أيضاً قال الصادق- عليه السلام- في صفة المؤمن الحقيقي: "المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".
وفي نهج البلاغة يشير مولانا أميرالمؤمنين- عليه السلام- الى الأثر الطيب لحسن الخلق في التعامل مع الناس في جذبهم الى الهدى حيث يقول:
"قلوب الرجال وحشيةٌ (أي تستوحش من الآخرين) فمن تألفها (أي أحسن التعامل معها) أقبلت عليه".
مستمعينا الأفاضل، وروى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كتاب معاني الأخبار عن مولانا الإمام الصادق- عليه السلام- قال:
"قال لقمان لابنه: يا بني صاحب مئة ولا تعاد واحداً، يا بني إنما هو خلاقك وخلقك، فخلاقك دينك وخلقك بينك وبين الناس، فلا تتبغض إليهم، وتعلّم محاسن الأخلاق..."
وقال مولانا الصادق- عليه السلام- في المروي عنه في كتاب أمالي الصدوق مبيناً بعض مصاديق طيب التعامل مع الناس وبركاته على صاحب الخلق الحسن، قال:
"من أراد أن يدخله الله في رحمته ويسكنه جنته فليحسن خلقه وليعط النصف من نفسه وليرحم اليتيم وليعن الضعيف وليتواضع لله الذي خلقه".
وفي الكتاب نفسه عن مولانا الإمام الحليم موسى الكاظم- عليه السلام- قال:
"ما حسّن الله خلق عبدٍ ولا خلقه إلا إستحيى أن يطعم لحمه يوم القيامة النار".
مستمعينا الأفاضل ومن بركات حسن الخلق في التعامل مع الناس زيادة الرزق وطيب الذكر بين الناس وطول العمر والعزة والرفعة في الدنيا والآخرة. فقد روي عن أميرالمؤمنين – عليه السلام- أنه قال:
"حسن الخلق خير رفيقٍ" وقال "رب عزيزٍ أذله خلقه- يعني الخلق السيء- ورب ذليل أعزه خلقه- يعني الخلق الحسن-" وقال- عليه السلام-:
"من لانت كلمته وجبت اخوته" وقال أيضاً "في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق".
وقال مولانا الإمام الحسن المجتبى- عليه السلام-: "إنّ أحسن الحسن الخلق الحسن".
وقال إمامنا الصادق- عليه السلام-: "حسن الخلق يزيد في الرزق".
وقال- عليه السلام- أيضاً: "البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار".
ومعنى البر أيها الأعزاء هو الأحسان وإيصال الخير للآخرين قربة الى الله تعالى.
نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق جعلنا الله وإياكم من المقتدمين بصاحب الخلق العظيم الحبيب المصطفى- صلوات الله عليه وآله الطاهرين- دمتم بكل خير وفي أمان الله.