البث المباشر

الاستجابة لله ولرسوله(ص) في رجز ولد عقيل

الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 - 09:47 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- هدير الملاحم: الحلقة 16

خرج المجاهد الهاشمي عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب يوم عاشوراء مدافعاً عن امامه الحق سيد شباب أهل الجنة مجاهداً الغدر الاموي وهو يرتجز قائلاً:

خلوا عن المصحر دون الغيل

خلوا عن الواضح من عقيل

يمنع عن صريخة الرسول

بسيفه المهند المصقول


وقال أخوه عبد الرحمان بن عقيل مرتجزاً بوجه عساكر الغدر والبغي الأموي:

أبي عقيل فاعرفوا مكاني

من هاشم وهاشم اخواني

كهول صدق سادة الأقران

هذا حسين شامخ البنيان

وسيد الشيب مع الشبان


بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. الحمد لله أناء الليل وأطراف النهار، وأزكي الصلاة والسلام علي النبي المختار وعلي اله الهداة الأبرار. السلام عليكم مستمعينا الكرام.
- السلام عليكم وحيأكم الله، أعزائي المستمعين.
لقد عرف النسل الطالبي بالشجاعة والنجدة والاقدام، سجايا موروثة أباً عن جد، من هاشم بن عبد مناف عمرو العلي، الي عبد المطلب شيبة الحمد الي أبي طالب شيخ البطحاء، كلهم كانوا علي دين الحنيفية ملة أبيهم ابراهيم خليل الرحمن سلام الله عليه… وكلهم نصروا الحق وحموا الدين، فاذا بعث النبي المصطفي -صلي الله عليه واله- أحاطوه وكفوا أعداءه عنهم. وكان في طليعتهم عمه أبو طالب ثم تسلسل نسله علي سره ونهجه في النصرة، اذهم نسل غرة وشجاعة، وكان لهم موقف تاريخي رسالي آخر، وذلك في كربلاء، يوم عاشوراء، في حضور مستعد للشهادة، ومتحد للاعداء رغم قلة العدد والناصر وكثرة المواجهين، فكان منهم: جعفر بن عقيل، عبد الرحمان بن عقيل، وعبد الله بن مسلم بن عقيل، وعبد الله بن عقيل، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل، ومحمد بن مسلم بن عقيل، ومحمد بن عقيل، وجعفر بن محمد بن عقيل.. جميعاً جدهم أبو طالب سلام الله عليه وكلهم قضوا شهداء بعد سفير الحسين مسلم بن عقيل -عليه السلام- ومن هنا ذكرهم الشاعر قائلاً:

لصلب عقيل تسعة يوم كربلا

بنوهم ثمان وزعوا بالصوارم

بكتهم عيون المؤمنين كما بكي

لهم سبط طه بالدموع السواجم

وتاسعهم من قبل لاقي حمامه

بكوفان… أعني مسلماً ذا المكارم


أجل -أيها الإخوة الأفاضل- لقد بكتهم عيون المؤمنين، وبكي لهم سبط رسول الله بالدموع الغزيرة، ولكن ضحكت لهم عيون العز والفخر والاباء، لأنهم برزوا في مظاهر البسالة، وقابلوا المئات مفردين يصدعون في وجوهم بتلك الأراجيز المدوية، تحكي الحق والثبات عليه، حيث تقدم جعفر بن عقيل أخو مسلم وعمه أمير المؤمنين، فماذا ينتظر منه؟ تقدم للقتال فجالد القوم لوحده فقتل خمسة عشر فارساً وهو يرتجز قائلاً:

أنا الغلام الأبطحي الطالبي

من معشرٍ في هاشمٍ وغالب

ونحن حقاً سادة الذوائب

هذا حسين أطيب الأطائب

من عترة البر التقي العاقب

فالوطن بطحاء مكة، والجد سيد هذه البطحاء، فجعفر حفيد أبي طالب، فهو أسمي من أن يتراجع أو يتخاذل أو يستسلم ولو كانت الجموع أمامه مئات وآلاف، فمضي حتي استشهد رضوان الله عليه. فلما قتل برز بعده أخوه موسي بن عقيل، فغاض في أفواج الأعداء يسمعهم أبياته أولاً قبل أن ينزل فيهم سيفه:

اليكم معشر الكفار ضرباً

يشيب لوقعه رأس الرضيع

ونحمي معشر المختار جمعاً

بكف فتيً لمولاه مطيع


أجل-أعزائي الكرام- برز موسي بن عقيل يعرف بسبب قتاله، ويذكر القوم من يقاتلون، وهو في تذكيره وتعريفه لايترك في أذهان السامعين توهماً أو شكاً أنه يريد المهادنة، فهو مقبل بحجته، وماضٍ نحو شهادته، وصائماً وسط ساحة النزال بهذه أرجوزته:

يا معشر الكهول والشبان

أضربكم بالسيف والسنان

أحمي عن الفتية والنسوان

وعن امام الانس ثم الجان

أرضي بذاك خالق الانسان

ثم رسول الملك الديان


وكان لعقيل بن أبي طالب – أيها الاخوة الأعزة ولد آخر اسمه عبد الله عرف ب(عبد الله الاكبر)، تقدم هو الآخر الي ساحة القتال ليلتحق بركب الشهداء، بعد أن التحق بركب سيد الشهداء، برز الي ميدان المعركة مصلتاً سيفه، منادياً في أسماع الغدرة بأرجوزةٍ بليغة تحتاج الي وقفة لادراك أبعاد معانيها، فقد أنشأها هكذا:

خلوا عن المصحر دون الغيل

خلوا عن الواضح من عقيل

يمنع عن صريخة الرسول

بسيفه المهند المصقول

والمصحر: هو الذي يخرج الي الصحراء وأراد خروجه هو الي صحراء طف كربلاء والغيل: موضع الاسد والواضح: أي واضح النسب والحسب ظاهره ونقيه. وهكذا يعرف عبد الله الأكبر بن عقيل نفسه، أنه ليس بالخامل النسب والحسب، بل هو أحد آساد عقيل، وأنه انما خرج من عرينه ملبياً لدعوة الامام الحسين الذي استنصر له من قبل رسول الله -صلي الله عليه وآله، بعد أن عرف أصحابه ما سيجري عليه من القتل والخذلان، فبكوا، بل ضجوا في مسجده بالبكاء، فقال لهم:«أتبكون ولاتنصرونه؟! اللهم فكن له أنت ولياً وناصراً».
نعم.. فالحسين صلوات الله عليه هو صريخة رسول الله - صلي الله عليه وآله، وعبد الله بن عقيل هذا يعلن في أرجوزته هذه أنه تقدم للدفاع عمن أمر رسول الله بنصرته، وتلك حجة علي القوم، ووسام شرف لهذا الشهيد قبل وسام شهادته.
وكان لعبد الله وموسي وجعفر أولاد عقيل بن أبي طالب أخ اسمه(عبد الرحمان)، وكان بطلاً مثلهم، وقد خاض المعركة مثلهم، رفع سيفه وجال في الأوساط يضرب في أعداء الله ولايكتفي حتي يبدي للقوم عزه وأصله ومحتده مفتخراً اذا كر وصال فيهم، واذا جرح وقتل شهيداً بأيديهم، فنادي فيهم وقد خشي ألا يبارزوه، لأن رجال الحرب لايبارزون من يجهلونه، كما لاينازلون من لم يكن كفؤا لهم، لذلك انحدر عبد الرحمان الي ساحة القتال يعرفهم نفسه، ويعرفهم عمن يقاتلهم عليه، فأنشأ مرتجزاً يقول:

أبي عقيل فاعرفوا مكاني

من هاشمٍ وهاشم اخواني

كهول صدقٍ سادة الأقران

هذا حسين شامخ البنيان

وسيد الشيب مع الشبان


اعزاءنا المستمعين، وها نحن نلخص أهم القيم الالهية التي خلدتها أراجيز الشهداء من ولد عقيل بن أبي طالب في ملحمة عاشوراء الخالدة وفي نماذجها التي قرأناها لكم في هذا اللقاء وهي:
أولاً: أن من خصال المجاهد الصادق أن يكون مستجيباً لله ولرسوله -صلي الله عليه واله- في مجاهدة الطواغيت.
ثانياً: ان الامام الحق الذي يجب الدفاع عنه وعن منهجه والتضحية في سبيله، هو الذي يكون أطيب الأطائب والصفوة من أولياء الله في عصره، وهذه الخصال قد تجسدت في سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين – عليه السلام - بأعلي مراتبها.
وكذا أحباءنا انتهي الوقت المخصص للحلقة السادسة عشر من برنامجهدير الملاحم، وقد استمعتم لها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، نشكركم على طيب المتابعة والإصغاء، الى اللقاء.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة