البث المباشر

شرح فقرة: "ولا جيشاً الا خذلته، وارمهم يا رب بحجرك الدامغ.."

الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 - 10:11 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " ولا جيشاً الا خذلته، وارمهم يا رب بحجرك الدامغ " من دعاء عصر الغيبة.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة وهو دعاء يتلى بعد فريضة العصر من يوم الجمعة كما يندب الى تلاوته يومياً وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يتوسل بالله تعالى بان يهلك اعداءنا على يد الامام المهدي(ع)قائلاً: (واضربهم بسيفك القاطع، وباسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين، وعذب اعداءك واعداء وليك واعداء رسولك صلى الله عليه وآله بيد وليك وايدي عبادك المؤمنين).
هذا المقطع من الدعاء يحفل بدلالات مهمة يتعين علينا ان نفصل الحديث عنها، ولنبدأ بذلك.
قبل ان نتابع حديثنا عن المقطع المتقدم يحسن بنا ان نذكرك بما سبق ان لاحظناه في مقطع اسبق وهو ان الدعاء الذي نتحدث عنه توسل بالله تعالى بان يدع للاعداء ركناً الا هدّه ولا جيشاً الا خذله، وان يضرب العدو بسيفه القاطع ثم يقول: وبأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين هنا نحدثك اولاً عن هذه العبارة ثم نتابع بعدها والسؤال هو ماذا نستخلص من العبارة المتقدمة؟
العبارة تتوسل بالله تعالى بان يضرب العدو بباسه الذي لا يرده عن القوم المجرمين ترى ما هي النكات التي نلحظها في العبارة المتقدمة.
بالنسبة الى كلمة البأس فان معناها هو القوة وهذا يعني ان النص يتوسل بالله تعالى بان يضرب العدو بقوته التي لا يردها القوم المجرمين ومن الواضح ان قوته تعالى عندما يستخدمها فهذا يعني ابادة القوم المجرمين من دون تردد أي لا رجعة عن العذاب او العقاب المذكور، والآن بعد ان لاحظنا ما تقدم نتجه الى العبارات الاخرى لمتابعة دلالاتها.
العبارة تقول وعذب اعداءك واعداء وليك واعداء رسولك صلى الله عليه وآله، بيد وليك وايدي عبادك المؤمنين هنا نلفت نظرك الى جملة نكات منها ان النص يشير الى ثلاثة انماط من الاعداء هم اعداء الله تعالى واعداء ولي الله(ع) واعداء رسول الله(ص)والسؤال المهم جداً هو لماذا الاشارة الى هؤلاء الاعداء؟ الا يمكن القول مثلاً بان يعذب تعالى اعداءه؟ او يعذب اعداء وليه؟ او يعذب اعداء رسوله؟ ثم لماذا قدم اعداء ولي الله على اعداء رسوله؟ هذه الاسئلة لها اهمية كبيرة بالنسبة الى قارئ الدعاء حيث يطالب بان يفقه ما يقرأ من العبارات، ولنتجه الى الاجوبة ...
من الواضح ان الاعداء متنوعون فهناك مثلاً اعداء الله تعالى مطلقاً مثل الملحدين والمشككين والمنحرفين الكتابيين ممن لا توفيق لهم بمعرفة الله تعالى اساساً وهناك اعداء لرسول الله(ص) كالكتابيين المنحرفين الذين لا يؤمنون بالاسلام وهناك اعداء لاهل البيت عليهم السلام حيث امر الله تعالى بان يتمسك المسلمون بهم وحيث جعلهم الله تعالى وجعلهم الرسول(ص) اوصياء له هذا بالاضافة الى ولي الله الذي يعني به الدعاء الامام المهدي(ع) بصفته اولاً خاتم الائمة عليهم السلام وخاتم اهل البيت عليهم السلام ثم بصفته وهذا هو موضع النكتة او الدلالة الحالية ونقصد بها دلالة ظهوره(ع) وممارسة حركته الاصلاحية ومن ثم تحقيق مهمته الاصلاحية كما هو صريح العبارات المتقدمة.
من هنا فان العدو الحقيقي ليس هو المعادي لاحد الاطراف الثلاثة الله تعالى او الرسول او اهل البيت عليهم السلام بل ان المعادي لاهل البيت عليهم او الخاتم لهم وهو ولي الله تعالى الامام المهدي(ع) يظل المعادي له عدواً لله تعالى ولرسوله حيث ان النصوص المتنوعة في مختلف مضامنها تشير الى ان المعادي لاهل البيت عليهم السلام هو المعادي ايضاً لله تعالى ولرسوله(ص) وعى ذلك او لم يعيه.
يبقى ان نشير الى النكتة الكامنة وراء العبارة التي تقول بعذاب اعداء ولي الله تعالى واعداء رسوله أي تشير الى اعداء الامام(ع)قبل الرسول(ص) حيث نحدثك عن ذلك في لقاء لاحق ان شاء الله.
ختاماً نسأله تعالى ان يعجل ظهور الامام(ع) وان يوفقنا الى المشاركة في حركته الاصلاحية وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة