البث المباشر

شرح فقرة: "ولاتنسنا ذكره..."

الأحد 15 سبتمبر 2019 - 15:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " ولاتنسنا ذكره " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الذي يتلى في زمان الغيبة (غيبة امام العصر(ع)) حيث قدمنا مقاطع متسلسلة منه وانتهينا الى مقطع يتوسل بالله تعالى بالا يسلبنا اليقين بظهوره من حيث انقطاع خبره او طول امر غيبته ويتوسل بالا ينسينا ذكره وانتظاره والايمان به والدعاء له والصلاة عليه.
هذه السلسلة من التوسلات يجدر بنا ان نحدثك عنها ولو عاجلاً فنقول: ان طول امد الغيبة او انقطاع خبره(ع) من الزاوية النفسية من الممكن ان يحدث اثره السلبي لدى الشخصية المنتظرة ولذلك يتوسل الداعي بالله تعالى بان يتفضل عليه بجملة عطاءات منها الا ينسينا ذكره هنا لا مناص لنا من توضيح حقيقة نفسية وهي ان المنتظر عندما يطول الامد لظهور الامام(ع) او ينقطع خبره عنه من الممكن ان يستجره ذلك الى نسيان عملية الانتظار بسبب عدم استمرارية المنبه له بصفة ان طول الامد وانقطاع خبره من الخواص يجعل المحرك والمنبه عديم الفاعلية فينسى الشخص مثلاً اهمية وضرورة التهيؤ لزمن الظهور ومن ثم يفقد فاعلية عملية "الانتظار" ذاتها، ولذلك توسل الدعاء بالله تعالى الا ينسينا ذكر الامام(ع) والا ينسينا انتظاره(ع) ثم ما يستتبع ذلك فقدان الايمان بها او النسيان لذلك وهذا ما اكده الدعاء ايضاً عندما قال: "ولا تنسنا ذكره، وانتظاره، والايمان به"...
بعد ذلك يتجه الدعاء الى توسل أخر هو الدعاء للامام(ع) والصلاة عليه.
والسؤال الان هو ما هي فاعلية هذين الموضوعين أي الدعاء للامام والصلاة عليه. 
نطرح السؤال المتقدم بعد ان نذكرك بان الدعاء توسل اولاً بالا ينسنا الله تعالى ذكر الامام والانتظار والايمان واذا عرفنا ذلك أي اذا تحقق ما لاحظناه من الذكر والانتظار والايمان حينئذ فان الدعاء للامام والصلاة عليه يحمل مسوغاته ... كيف ذلك؟
عندما تمتلك شخصية المنتظر ايماناً بالعملية المذكورة حينئذ تواجهها جملة وظائف منها الدعاء له ... والسؤال هو: ماذا يعني الدعاء؟
الجواب هو: ان ندعو بما ورد من النصوص المتنوعة له مثل (اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك وشاهدك على عبادك ...) ومثل (واعزه من شر جميع ما خلقت ...).
واما الصلاة عليه فلا تحتاج الى توضيح ما دام الله تعالى يأمرنا في الحالات جميعاً ان نصلي على النبي(ص) وعلى آله وما دمنا نحن عباد الله تعالى نتوسل به تعالى بان يصلي على النبي وآله، حيث ان الدعاء والصلاة هما ابسط الوظائف الاولية التي تفرضها طبيعة ولائنا للنبي(ص) وعترته بنحو عام ...
نتجه بعد ذلك الى مقطع جديد، ولكنه امتداد او استكمال لسابقه وهو هذا التعليل الذي يقدمه النص تعقيباً على توسلنا بالله تعالى بالا ينسينا ذكر الامام(ع) والدعاء له ولماذا؟ يقول الدعاء (حتى لا يقنطنا طول غيبته من قيامه، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه وآله وما جاء به من وحيك وتنزيلك)...
هذا المقطع من الدعاء يتسم باهمية خاصة لانه يقوم بعملية مقارنة او تشبيه بين نمطين من اليقين، اليقين بظهور الامام(ع)واليقين برسالة النبي(ص) ... والسؤال هو: كيف نفسر ذلك؟
ونجيب ان الشخصية الاسلامية تملك يقيناً تاماً برسالة محمد(ص) وعندما ننقل الظاهرة الى اليقين بظهور الامام المهدي(ع) حينئذ فان التفاوت بينهما يفرض حدوثه في حالة ما اذا اضعف ايمان الشخص او التبس عليه الامر، او اضطرب من الاحداث ...الخ، وعندها من الممكن ان يطاله التشكيك او النسيان او اللامبالاة الخ، من هنا فان الدعاء الذي نحن بصدده يتوسل بالله تعالى بان يجعل يقيننا بظهور الامام غير المصحوب بالشك مماثلاً ليقيننا بما اضطلع به النبي(ص) من الرسالة من حيث الوحي النازل عليه أي الوحي بالقرآن الكريم وما نزل من الوحي لمطلق مبادئ الله تعالى وكذلك ورد في هذا المقطع عبارة وحيك وتنزيلك حيث ان الوحي ينصرف الذهن خلاله الى القرآن الكريم، وحيث ان التنزيل يشمله ويشمل مبادئ السنة المطهرة، سنة رسول الله(ص)وعترته (عليهم السلام).
المهم قد اتضح لنا الان ما تعنيه مقاطع الدعاء من التوسل بالله بالا يجعلنا غافلين عن ظهور الامام(ع) والتوسل به تعالى بان يجعل يقيننا بالظهور مماثلاً ليقيننا برسالة الاسلام.
ختاماً: نسأله تعالى ان يجعلنا كذلك وان يوفقنا لممارسة مهمتنا العبادية بعامة والتصاعد بها على النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة