البث المباشر

شرح فقرة: "... واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك"

الأحد 15 سبتمبر 2019 - 13:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك " من دعاء عصر الغيبة.

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الذي يتلى في زمان الغيبة (غيبة الامام المهدي(ع))، حيث حدثناك عن مقاطع منه، في لقاءات سابقة، ومنها: المقطع القائل "عبر التوسل بالله تعالى": (واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك، ووصي رسولك عليه وآله السلام) ...
ان هذا المقطع يتضمن شطرين الشطر الاول هو: ان يحفظ الله تعالى الامام من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه ...الخ، وهذا ما حدثناك عنه في لقائنا الماضي ... اما الشطر الآخر فهو التمديد لدرجة الحفظ، وامتداده الى النبي(ع) والامام علي(ع)، حيث يتطلب مثل هذا التمديد القاء اضاءة على معنى الحفظ الذي لا يضيع من حفظه الله تعالى من خلاله، بالاضافة الى معنى آخر او مغزى الاشارة الى النبي(ع) والامام علي(ع) بمد حادثة الظهور، حيث طالب الدعاء بحفظهما وحيث يتداعى الذهن الى معنى آخر او ظاهرة اخرى تتمثل في حادثة "الرجعة" وملابساتها وهذا ما سنحاول توضيحه ولو سريعاً ...
النصوص الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) طالما تشير الى الرجعة بالنسبة لمن محض الايمان محضاً او العكس كما ان رجعة المعصومين (عليهم السلام) على تفاوت في التحديد تظل من الامور المعروفة بلا شك، والتأكيد على النبي(ع) والامام علي(ع) يحمل دلالة خاصة تمثل في النبي(ع) بصفته نبياً، وبالامام علي(ع) بصفته وصياً ... ويدلنا على ذلك نفس النص أي الدعاء الذي ذكر الامام علياً(ع) بعبارة (ووصي رسولك (عليه السلام))، والآن اذا تجاوزنا هذا الجانب، ونعني به ورود النبي(ع) ووصيه(ع) في سياق الحفظ لامام العصر عبر معركته الاصلاحية ... اقول اذا تجاوزنا هذا الجانب وهو الفقرة او الموضوع المفترض رجعة النبي(ع) والامام علي(ع) ... وواصلنا فقرات الدعاء تواجهنا فقرات او مقاطع جديدة تعتبر امتداداً لسابقها ... فما هي هذه المقاطع؟ 
يقول الدعاء (اللهم ومد في عمره، وزد في اجله، واعنه على ما وليته ...)، هذا المقطع امتداد ـ لما قلنا ـ لسابقه الذي يشير او يتوسل بالله تعالى بان يحفظ امام العصر(ع) عبر معركته الاصلاحية، حيث يبدأ المقطع الجديد بتوسل آخر هو: ان يمد الله تعالى في عمر الامام(ع)، وان يزيد في اجله، هنا نعتقد ان قارئ الدعاء سوف يحرص كثيراً اذا كان واعياً لما يقرأ ... على ان يفهم الفارق بين ان نتوسل بالله تعالى بان يمد في عمر الامام وبين ان يزيد في اجله انه قد يتساءل قائلاً: اليس التوسل بمد العمر هو نفس المعنى بزيادة الاجل؟ هنا يتعين علينا ان نجيبك عن السؤال المتقدم على النحو الآتي: بالنسبة الى "العمر" فان المقصود منه "السنوات التي يعمر فيها الانسان" واما "الاجل" فهو الوقت المحدد لانقضاء العمر ... طبيعياً ان عمر الانسان معرض للتغيير أي الزيادة والنقصان، وفق سياقات خاصة حيث ورد مثلاً ان الانسان يزيد ثلاثين سنة او ينقص ثلاثين سنة في حالة ما اذا وصل رحمه او قطعه...
والمهم ان مقطع الدعاء حينما يقول: "ومد في عمره" انما يهدف الى اطالة العمر بدليل ان كلمة "مد" هو امتداد طولي للشيء، فيكون المقصود هو اطالة عمر الامام(ع) لكي نستمتع ببركته اكثر فاكثر...
واما عبارة "زد في اجله" فان المقصود من "الاجل" هو نهاية العمر ـ كما قلنا ـ أي تحديده في السنة الفلانية ...الخ، من هنا توسل الدعاء بالله تعالى بان "يزيد" وليس "يمد" في اجل الامام فاذا كان اجله الذي لا يستقدم ولا يستأخر ساعة قد تجدد في يوم او اسبوع او شهر او سنة ... الخ، فان الدعاء يتوسل بالله تعالى بان "يزيد" من ذلك الاجل.
اذن امكننا ان نتبين الفارق بين التعبيرين العمر والاجل، والمد والزيادة، والاهم من ذلك هو ان نوفق الى المشاركة في مسيرة الامام(ع) والتوفيق لممارسة مهمتنا العبادية بالنحو المطلوب. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة