الجمعة 22-11-2024
Tehran
09:42
البث المباشر
الاخبار
برامج الاذاعة
اسلاميات
ايران
الإمام الخامنئي
نهج الحياة
ترددات
البحث
تطبيق ويب
الرسائل والمقالات والمقابلات والمناظرات
السبت 10 يوليو 2021 - 20:20 بتوقيت طهران
إذاعة طهران-أدب الإمام الصادق:
ان طبيعة العصر الذي واجهه الامام (عليه السلام) ووفود الناس على مجالسه ومحاولة الافادة منه في كل مجالات المعرفة فرضت على الامام (عليه السلام) ألواناً من
المقالات
و
المكاتبات
والمقابلات. طبيعياً، لا نتوقع في امثلة هذه الاشكال ان يشحنها (عليه السلام) بمثل الشحن الفني الذي لحظناه في مقابلته الشخصية السابقة، فهو حين يوجه رسالة عامة مثلاً الى المومنين، حينئذ لا نتوقع منه الا أن يكتبها بنحو تعرفه عامة الناس،... وهذا مثل ما جاء في رسالته:
«اما بعد: فسلوا ربكم العافية، وعليكم بالدعاء والوقار، والسكينة والحياء، والتنزه عما تنزه عنه الصالحون منكم، وعليكم بمجاملة اهل الباطل، تحملوا الضيم منهم، واياكم ومماظتهم... الخ»
:
(٦)
... فهنا يقدم (عليه السلام) توصيات تتصل باحدى عمليات التفاعل الاجتماعي التكيف مع الآخرين: ومثل هذا التكيف يفرض لغة مباشرة خالية من الايقاع والصورة ونحوهما...
والواقع ان
السياق
الواحد نفسه يفرض لغة تتميز عن الأخرى عندما يتطلب نفس
السياق
ذلك،... فمثلاً في احدى مقابلاته (عليه السلام) مع احد الاشخاص نجده يتحاور مع الشخص المذكور بلغة متفاوتة،... لقد سأل الرجل الامام (عليه السلام) هذا السؤال: كم محبوكم يا ابن رسول الله؟ فاجابه (عليه السلام) بأنهم طبقات فمنهم احبوهم في السر، ومنهم في العلانية، ومنهم في كليهما، وقال (عليه السلام) عن هذه الطبقة:
«هم النمط الأعلى، شربوا من العذب الفرات وعلموا بأوائل الكتاب وفصل الخطاب وسبب الأسباب، فهم النمط الأعلى، الفقر والفاقة وانواع البلاء اسرع اليهم من ركض الخيل.. الخ»
:
(۷)
ففي هذا النص نجد قيماً ايقاعية ملحوظة من نحو (الكتاب، الخطاب، الأسباب) حيث اعتمد النص على العبارة المقفاة، ونجد كذلك قيماً صورية مثل (العذب الفرات) و(فصل الخطاب)، حيث ان الصورة الأولى هي (رمز) والصورة الثانية (تضمين) كما ان هناك صورة ثالثة هي التشبيه (اسرع اليهم من ركض الخيل)... فالمحاورة هنا اعتمدت (لغة الفن) بكل مستوياته بما في ذلك انتقاء العبارة الفنية حتى لكان الامام (عليه السلام) نسج خاطرة فنية نثرها على المستمع.... انظر الى قوله (عليه السلام) (شربوا من العذب الفرات) مثلاً تجدها عبارة فنية صرفة سواء اكانت من حيث الصياغة اللغوية او الصياغة الصورية، فهي مشحونة بايحاءات متنوعة تفجر لدى المستمع اكثر من دلالة وتصور وخاطرة لان (العذب الفرات) قد يتداعى بذهنه الى (النهر) وقد يتداعى بذهنه الى ما هو (عذب) مطلقاً،...ثم قد يستخلص منها دلالات الحب والنقاء والطهر والخير... الخ، وحتى العبارات غير المصورة تمضي منتقاة منتخبة، مصوغة بلغة مشرقة تحفل بصنوف من القيم اللفظية الجميلة من نحو
(بهم يشفي الله السقيم، ويغني العديم، وبهم تنصرون، وبهم تمطرون، وهم الأقلون عدداً الأعظمون عند الله قدراً وخطراً)
... فهنا نلحظ الايقاع اولاً: (السقيم، العديم) (تنصرون، تمطرون)... حيث الجمل المقفاة والمتوازنة ايضاً، كما نلحظ قيماً لفظية من نحو التقابل: (الأقلون، الأعظمون) ومن نحو التكرار: (بهم تنصرون، بهم تمطرون)...
لكن، حيال هذه المحاورة التي حفلت ب
لغة الفن
الصرف نجد محاورة أخرى مع نفس الشخص وفي نفس المقابلة، الا أن السؤال يتعلق بصفات الله تعالى حيث أجاب (عليه السلام):
«من زعم انه يعرف الله بتوهم القلوب فهو مشرك، ومن زعم انه يعرف الله بالاسم دون المعنى فقد امر بالطعن لان الاسم محدث، ومن زعم انه يعبد الاسم فقد جعل لله شريكاً، ومن زعم انه يعبد المعنى بالصفة لا بالادراك فقد احال على غائب، ومن زعم انه يعبد الصفة والموصوف فقد ابطل التوحيد لأن الصفة غير الموصوف، ومن زعم انه يضيف الموصوف الى الصفة فقد صغر الكبير،
وما قدروا الله حق قدره
»
(۸)
... فهذا النص يتم في جلسة واحدة مع شخص واحد، الا انه يختلف عن سابقه في (اللغة التعبيرية).. هنا يسيطر (المنطق) على اللغة،.. هناك يسيطر (الوجدان) ومن ثم متطلبات اللغة الوجدانية من ايقاع وصورة... لماذا؟ لأن السؤال هناك عن (محبة اهل البيت) والمحبة عنصر وجداني. اما السؤال هنا فهو عن (صفات الله تعالى او التوحيد) وهذا ما يتطلب منطقاً واستدلالاً كما هو واضح.
اذن:
السياق
الواحد ذاته يفرض اكثر من لغة تبعاً لمتطلباته التي عرضنا لبعض نماذجها، سواء اكان ذلك خطاباً ام رسالة ام مقابلة ام مناظرة... ففيما يتصل بهذا الشكل الأخير وهو المناظرة سبق ان اوضحنا أن طبيعة العصر الذي نشطت فيه بحوث العقائد وسواها فرضت قيام مجالس علمية وادبية يتناظر ويتناقش فيها المعنيون بشؤون المعرفة والأدب، ولابد حينئذ ان تبرز المناقشة من خلال البراعة اللغوية والمنطقية في المقام الأول، وليس من خلال الاعتماد على عناصر ايقاعية وصورية ولفظية، كما هو واضح...
ولعل ابرز ما تتفاوت فيه اللغة بين التعبير الفني الصرف والتعبير المباشر او الموشح بالفن هو:
*******
(٦)
نفس المصدر : ص ۳۲٥،۳۲۸.
(۷)
نفس المصدر: ص ۳٤۰.
(۸)
نفس المصدر: ص ۳٤۱.
*******
ادب الامام الصادق
أدب الإمام الصادق (ع)
الإمام الصادق (ع)
الرسائل
المقالات
المقابلات
المناظرات
المكاتبات
السياق
لغة الفن
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم
ذات صلة
أدب الإمام الصادق (عليه السلام)
الإمام الصادق (عليه السلام) والفن
الخطبة الشخصية أو المقابلة الخطابية
العنصر الصوري
الرسائل والمقالات والمقابلات والمناظرات
الأحاديث
المزيد
الأكثر مشاهدة
عراقجي: ايران سترد رداً مناسباً على الخطوة الاوروبية
طهران تصدر بياناً بشأن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية
صواريخ نوعية من المقاومة اللبنانية نحو حيفا
واشنطن تهدد الجنائية بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت
3313
آخر الأخبار
الأكثر مشاهدة
واشنطن تهدد الجنائية بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت
صواريخ نوعية من المقاومة اللبنانية نحو حيفا
طهران تصدر بياناً بشأن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية
عراقجي: ايران سترد رداً مناسباً على الخطوة الاوروبية
أكثر من 20 قتيلا و50 جريحا بالجيش الصهيوني بنيران المقاومة
طهران: الفيتو على قرار وقف إطلاق النار هو تصريح لمواصلة القتل
عراقجي: انجزنا مشاورات لحشد الطاقات الاقليمية والدولية لتفادي التصعيد
تفاصيل عن الحفريات الأثرية في المنطقة التاريخية الأكثر غموضاً في إيران
بزشكيان: هدف الحكومة من زيارة المحافظات، متابعة قضايا الشعب
الرئيس الإيراني يدعو البابا لدعم وقف العدوان على غزة ولبنان
حزب الله: قواعد وتجمّعات الاحتلال في مرمى صواريخنا ومسيّراتنا
الأمم المتحدة تؤكد أهمية التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
المقاومة الفلسطينية تستهدف آليات الاحتلال وتقصف تحشداته
العراق.. المقاومة الإسلامية تهاجم هدفين عسكريين في فلسطين المحتلة
إيران تسعى للحصول على عضوية بنك البريكس
الرئيس بزشكيان: ايران لن تتخلى عن دعم اصدقائها
شركة روسية تستعد لتصدير سياراتها لايران
حماس والجهاد تدينان الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف إطلاق النار بغزة
جائزة إيران نانو 2024 لمنتجي البطاريات العملاقة
العتبة الرضوية المقدسة تقيم فعّالية «العَلَم لا يسقط على الأرض»