البث المباشر

شرح فقرة: "وأظهر به الحق، ..."

الثلاثاء 30 يوليو 2019 - 14:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأظهر به الحق " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

بسم الله وله كامل الحمد والثناء إذ هدانا لمعرفة ومودة وولاية كنوز رحمته الأصفياء محمد وآله النجباء عليهم أسنى صلواته وتحياته آنَاء اللَّيْلِ وطْرَافَ النَّهَارِ.
السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات، تحية طيبة نهديها لكم في مطلعٍ لقاء آخر من هذا البرنامج نتابع فيه الإستنارة بدعاء المعرفة الجليل الذي ورد الحثُّ على تلاوته في عصر الغيبة للثبات على الدين الْحَقُّ والفوز بنصرة إمامنا المهدي (أرواحنا فداه).
وقد وصلنا الى فقرة يتوجه فيها المؤمن الى الله عزوجل طالباً تعجيل فرج وظهور مولانا صاحب الزمان وتأييده وناصريه بالنصر ثم يقول: (وأظهر به الْحَقُّ وأمت به الجور واستنقذ به عبادك الْمُؤْمِنِينَ من الذل، وأنعش به البلاد، واقتل به جبابرة الكفر، واقصم به رؤوس الضلالة وذلّل به الجبارين والكافرين يا رَبِّ الْعَالَمِينَ).
مستمعينا الأفاضل، في الفقرة المتقدمة نطلب أولاً من الله جل جلاله أن يظهر ببقيته وخليفته الإمام المهدي الْحَقُّ، فما هو المقصود بهذا الطلب؟
هذا مستلهمٌ من الوعد الإلهي الصادق الذي وعد الله عزوجل عباده في قرآنه الكريم حيث قال في الآية الثامنة من سورة الصف: «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»، وتكرَّر هذا الوعد في الآية الثالثة والثلاثين من سورة التوبة والآية الثامنة والعشرين من سورة الفتح.
من هنا يَتـَّضِحُ مستمعينا الأكارم أنّ ما نطلبه من الله عزوجل هنا هو أن يعجّل في تحقيقه لوعده الصادق بأظهار دينه الحقعَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وذلك ببركة ظهور خليفته المهدي (عجل الله فرجه).
أيها الأخوة والأخوات، وقد روي عن أئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) أنّ تحقق هذا الوعد الإلهي الصادق إنما يكون في عهد خليفة الله المهدي (عجل الله فرجه) فقد روي أنّ إمامنا الصادق (عليه السلام) سئل عن الآية المتقدمة وهل تحقق مصداقها، فقال: (كلا والذي نفسي بيده حتى لا يبقى قرية إلا نودي فيها بشهادة أن لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وأن محمداً رسول الله بُكْرَةً وَعَشِيًّا، ...).
وقال (عليه السلام) أيضاً: (لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهوديٌ ولا نصرانيٌ ولا صاحب ملةٍ إلا دخل في الإسلام حتى يأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد والإنسان والحية وحتى لا تقرض فارةٌ جراباً وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب)، وذلك قوله تعالى: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» وذلك يكون عند قيام القائم (عليه السلام).
و روي أيضاً عن إمامنا موسى الكاظم (صلوات الله عليه) أنه قال لمن سأله عن الآية نفسها: [لِيُظْهِرَهُ] على جميع الأديان عند قيام القائم لقول الله تعالى: «وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ» [يعني] بولاية القائم (عليه السلام).
اعزاءنا المستمعين، وعلى ضوء دلالات الأحاديث الشريفة المتقدمة ونظائرها يَتـَّضِحُ لنا أن ما نطلبه من الله عزوجل في قولنا(وأظهر به الْحَقُّ) هو التعجيل بأظهار دينه الْحَقُّ على جميع الأديان الأرضية وغيرها، وذلك بتعجيل ظهور خليفته المهدي وبدء حركته الإصلاحية الكبرى (عجل الله فرجه). 
والمقصود بأظهار الإسلام الدين الْحَقُّ على جميع الأديان هو إظهار كمال هذا الدين وكونه هو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده حتى يتيقن البشر من جميع الأديان والمذاهب بأنّ إسلام مدرسة الثقلين أي القرآن والعترة هو المنهج الوحيد القادر على تحقيق العدالة والسعادة للخلق في الدنيا والآخرة.
هذا هو المعنى الأول والتمهيدي لإظهار الإسلام الدين الحق عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، أما المعنى الثاني فهو ثمرة المعنى الأول أي إقامة حاكمية هذا الدين الْحَقُّ وتوجه البشرية جمعاء إليه، فتقام أحكامه وحدوده فتملأ بذلك الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً وتحقق في ظل دولته الإلهية العدالة والسعادة والأمن والسلام والرخاء والرقي للخلائق كلها. 
إذن وبهذه التوضيحات يتبين لنا أن ما نطلبه في الواقع في قولنا (وأظهر به الْحَقُّ) هو اظهار ما به السعادة والصلاح والخير والفلاح للبشرية جمعاء، ومثل هذا الدعاء هو من أفضل الدعاء. 
نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (ينابيع الرحمة) نجدد لكم أطيب التحيات ودمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة