تزامنا مع زيارة الرئيس الايراني مسعود بزشكيان إلى باكستان، وفي مقابلة خاصة قال السفير الايراني لدى باكستان، "رضا أميري مقدم"، اليوم السبت، ان زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى باكستان تأتي في إطار تعزيز العلاقات الودية والأخوية بين البلدين الجارين.
وأشار إلى الانتصار التاريخي الذي حققه الشعب الإيراني العظيم في الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوما ضد الكيان الصهيوني، مضيفا: لقد دافع شعبنا ببسالة عن وطنه العزيز إلى جانب القوات المسلحة وبقيادة قائد الثورة الإسلامية، وفي هذا السياق وقف شعب باكستان الواعي والمُدرك للتاريخ، جنبا إلى جنب مع حكومته ومسؤوليه، بحزم إلى جانب إيران، ودعموا شعبنا وحكومتنا.
وأضاف السفير الإيراني أن من الأهداف المهمة لزيارة الرئيس بزشكيان هو التعبير عن الامتنان لباكستان ،حكومة وشعبا، التي أظهرت دائما اهتماما تجاه قضايا العالم الإسلامي، وقد دافع هذا البلد عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف.
وتابع قائلا: لاهور، باعتبارها العاصمة الثقافية لشبه القارة والمركز التاريخي لباكستان، ستكون الوجهة الأولى لزيارة الرئيس بزشكيان، حيث من المقرر أن يزور ضريح الشاعر الناطق بالفارسية محمد إقبال اللاهوري، وكذلك المعالم التاريخية لهذه المدينة مثل مسجد بادشاهي.
قال أميري مقدم إن المرحلة الثانية من زيارة الوفد رفيع المستوى للجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون في إسلام آباد، حيث ستُجرى، إلى جانب التعبير عن الشكر للشعب والحكومة الباكستانية، مشاورات أساسية مع كبار المسؤولين في هذا البلد بشأن تعزيز العلاقات وتسهيل آليات التعاون في مختلف المجالات.
وأضاف: لقد سعى الأعداء والأطراف الأجنبية دائما إلى إبطاء وتيرة نمو علاقاتنا الطيبة والأخوية، لكن إيران وباكستان بذلتا دوما جهودا حثيثة وحققتا نتائج قيّمة في هذا الصدد.
وأعلن السفير الايراني لدى إسلام آباد أنه سيتم خلال هذه الزيارة توقيع عدة وثائق تعاون مهمة بين البلدين، تشمل مجالات الاقتصاد والتجارة والنقل والتبادلات الثقافية والجمارك والمعايير والتعاون الحدودي والسياحة.
كما أضاف انه من ضمن برامج رئيس الجمهورية الإيرانية خلال زيارته لإسلام آباد، عقد اجتماع مع النخب والنشطاء التجاريين الباكستانيين، لافتا الى أن الرئيس الايراني يفضّل الاطلاع على جميع القضايا التجارية، من فرص وتحديات، بشكل مباشر وعن كثب من التجار أنفسهم.
وكشف السفير الإيراني عن مفاوضات بين مسؤولي المناطق الحرة الإيرانية ونظرائهم الباكستانيين لإنشاء منطقة حرة عند معبر "ريمِدان – كبْد" الحدودي، مضيفا انه وفقا لإحصائيات منظمة تنمية التجارة الإيرانية، بلغ حجم التبادل التجاري الحالي بين إيران وباكستان 3.7 مليار دولار، معتبرا أن كلا البلدين يتمتعان بإمكانات وفرص قيمة يمكن من خلالها تلبية احتياجات بعضهما البعض عبر زيادة الصادرات والواردات، باستخدام العملة المحلية والتجارة بالمقايضة.
وأشار إلى التطورات الإقليمية عقب عدوان الكيان الصهيوني قاتل الاطفال الأخير واستمرار جرائمه في غزة، مؤكدا على أن إيران وباكستان تقفان في طليعة المدافعين عن القيم الإسلامية ودعم المظلومين، وخاصة الشعب الفلسطيني المظلوم.
وأضاف أميري مقدم أن الصهاينة يستخدمون سياسة التجويع كسلاح ضد غزة، مما يؤدي إلى موت الأطفال والنساء الفلسطينيين المظلومين، مشيرا الى ان هذا الوضع يتطلب تنسيقا وتآزرا في العالم الإسلامي لدعم الفلسطينيين.
وتابع قائلا: اليوم، جبهة الاستكبار بقيادة الغرب موحدة في دعم الكيان الإسرائيلي وجرائمه، فلماذا لا يتحد المسلمون للدفاع عن فلسطين، في حين أن أعداءنا المشتركين متحدون ضدنا؟
وقال السفير الايراني لدى باكستان: ما يحدث اليوم في سورية، حيث قام الكيان الإسرائيلي فعليا بضم جزء من هذا البلد العربي، يُثبت أن الغرب، والصهاينة، وأمريكا يتبعون استراتيجية تقسيم الدول الإسلامية.