خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته يسرنا أن نتلاقى من جديد عند دروب الشعر ورحاب القوافي عبر لقاء آخر يجمعنا بكم بين آفاق الكلمة الصادقة الملتزمة والصور والأخيلة الفنية الجميلة من خلال برنامجكم الأسبوعي المتجدد دوماً سير القصائد على امل أن تمضوا معنا احلى الأوقات وأجملها بين أجواء اللغة الشعرية الشفافة والمضامين الانسانية الرفيعة التي ارتقت ببعض القصائد الى مستوى الروعة والخلود. رافقونا أيها الكرام
سنرجع يوماً الى حينا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان
وتنئى المسافات ما بيننا
فياقلب مهلاً ولاترتمس
على درب عودتنا موهنا
يعز علينا غداً أن تعود
هفوف الطيور ونحن هنا
هنالك عند التلال تلال
تنام وتصحو على عهدنا
وناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا
ربوع مدى العين خصافها
على كل ماء وهى فإنحنى
تعود الظهيرات في ظلها
عبير الهدوء وصفو الهنا
المحاورة: أبيات تتقطر شجى وتتفجر لوعة ولكنها في نفس الوقت مفعمة بالأمل وترقب العودة الى ربيع الوطن بعد شتاء الغربة. مستمعينا الكرام إنها من قصيدة للشاعر الفلسطيني المعاصر هارون هاشم رشيد شاعر العودة وقرار الأمل، شاعر المخيمات والنكبة والشاعر الذي عاش النكبة بكل تفاصيلها ولم يرتض لنفسه ولو للحظة واحدة أن يتخلى عن الأمل والتفاؤل وكأن اليأس عنده ليس له وجود في قاموسه الشعري الذي عايش من خلاله محنة الشعب الفلسطيني لعقود طويلة. عن هذا الشاعر ولغته الشعرية المتميزة بل ومضامينه التي إفترق بها عن شعراء بني جلدته من شعراء النكبة الذين ينتمون الى جيل الخمسينيات وعن المكانة الخاصة التي شيدها لنفسه عبر مسيرة طويلة من النضال على صعيد الكلمة المقاتلة وعلى صعيد الفعل السياسي المقاوم سيحدثنا خبير البرنامج الذي شرفنا بحضوره في الستوديو الأستاذ الدكتور سعدي الشحمان، دكتور بداية نرحب بكم والسلام عليكم
الشحمان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ويسعدني أن أكون معكم في هذا البرنامج ومع المستمعين الكرام
المحاورة: هذا من دواعي سرورنا شكراً لكم دكتور. نترك لكم زمام الحديث حول الشاعر هارون هاشم رشيد الشاعر الفلسطيني المعاصر
الشحمان: نعم هارون هاشم رشيد يمثل اسماً لامعاً اسماً بارزاً الى حد كبير في مسيرة الشعر الفلسطيني المعاصر وفي مسيرة الشعر العربي المعاصر بشكل عام. طبعاً الشعراء الفلسطينيون دائماً يشكلون مفردة أساسية من مفردات الشعر العربي المعاصر ولهم حضور بارز وملموس في هذه المسيرة وخاصة في مجال ادب المقاومة وهارون هاشم رشيد يعتبر أحد أبرز وفي مقدمة الشعراء الذين احترفوا المقاومة والصمود وكان من شعراء الداخل الفلسطيني، وبالمناسبة هو من مواليد مدينة غزة ومن جيل الخمسينات هؤلاء الشعراء الذين أطلق عليهم اسم وعرفوا عند النقاد بشعراء النكبة نظراً الى أنهم عاصروا وعايشوا نكبة فلسطين عام ۱۹٤۸ وايضاً ينتمي الى جيل المخيمات فهو نفسه عانى من الحياة في المخيمات وعانى الكثير من الحوادث في حياته التي أسهمت في تشكيل شخصيته في الحياة وفي مجال الشعر فقد تميزت تجاربه الشعرية بروح التمرد والثورة وايضاً يطلق عليه شاعر العودة بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى. أكثر الشعراء الفلسطينيين الذين ترددت في أشعارهم كلمة العودة هو هارون هاشم رشيد حتى أن زميله الشاعر عزالدين المناصرة أطلق عليه لقب شاعر القرار ۱۹٤ وهو القرار الذي أقر للفلسطينيين حق العودة الى أراضي ٤۸ بعد النكبة. اول ديوان أصدره هارون هاشم رشيد بدأ من خلاله تجربته الشعرية واشتهر من خلاله هو ديوان "مع الغرباء"، لديه الكثير من القصائد بالنظر الى وقع شعره اللطيف وأسلوبه اللطيف الذي يستخدمه في شعره والنغمات والايقاعات الموسيقية التي تميز أشعاره فقد تحولت بعض أشعاره الى أناشيد ومن بينها هذه القصيدة التي تفضلتم بإنشادها سنرجع يوماً او قصيدة جسر العودة وغيرها تحولت الى اناشيد تغنى بها المطربون في جميع انحاء العالم العربي
المحاورة: واللغة مؤثرة جداً وأبياته الجميلة تعصف بوجدان الشاعر
الشحمان: نعم بالتأكيد نظراً كما قلت تعايش مع الكثير من الأحداث منذ طفولته وعاش النكبة وشاهد بأم عينه في عام ٤۸ كيف جاء الجنود البريطانيون وهجموا على المنطقة التي كان يسكنها او الحارة التي كان يسكنها فدمروا منزل أهله ودمروا منزل الجيران، هذه الحوادث تركت أثراً عميقاً جداً في نفسه وإنعكس هذا الأثر بوضوح في أشعاره فكانت تلك الحادثة بمثابة المؤثر الول الذي ترك هذه البصمات العميقة فجاد علينا هذا الشاعر بدواوينه. بالمناسبة هو يعتبر من الشعراء الغزيري الانتاج، أصدر حتى فترة قريبة ما يقرب عن عشرين ديواناً ومجموعة شعرية بالاضافة الى انه كتب المسرحيات الشعرية وبعض الدراسات النقدية. على كل حال القسم الأول لايتسع للحديث عن كل الجوانب عن هذا الشاعر إن شاء الله نوكل الحديث الى الحلقة المقبلة بإذن الله تعالى
المحاورة: اذن لو تسمحون لنا دكتور ودعوة لكم ولجميع المستمعين الكرام الى إكمال مشوارنا الشعري مع هذا الشاعر عبر قصيدته المؤثرة "سنرجع يوماً" حيث الذكريات الجميلة تعصف بوجدان الشاعر وحيث مفردات الطبيعة كلها تدعو الشاعر الى الأمل والتفاؤل بل اليقين بالعودة. رافقونا بعد هذا الفاصل
سنرجع
خبرني العندليب
غداة إلتقينا على منحى
بأن البلابل لما تزل
هناك تعيش بأشعارنا
ومازال بين تلال الحنين
وناس الحنين
مكان لنا
فيا قلب كم شردتنا رياح؟؟
تعال سنرجع هيا بنا!!
المحاورة: ترقبونا أيها الأحبة في المحطة القادمة بإذن الله تعالى من برنامجكم سير القصائد عند القسم الثاني من حديثنا حول الشاعر الفلسطيني المعاصر هارون هاشم رشيد واستعراضنا لأشعاره. شكراً لكم دكتور
الشحمان: حياكم الله شكراً لكم على الاستضافة
المحاورة: شكراً لهذا الحضور وشكراً لكم مستمعينا الكرام حتى الملتقى أطيب المنى في امان الله.