وغالبا ما يكون ضعف تدفق الدم عبر العضو الحيوي (الدماغ) علامة تحذير مبكرة على أن شخصا ما يعاني من اضطراب "سرقة" الذاكرة.
واكتشف العلماء مؤخرا أن بروتين أميلويد بيتا، الذي يسبب تراكم اللويحات في دماغ مريض ألزهايمر، يضيق الأوعية الدموية. وهذا الانقباض يمكن أن يؤدي إلى تدفق نصف إمدادات الدم فقط في الدماغ، مما يحرمه من خلايا الأكسجين والمواد المغذية الحيوية.
ويأمل العلماء أن يتمكن الدواء الذي يمنع قدرة أميلويد على تضييق الشعيرات الدموية من وقف التدهور المعرفي لدى مرضى ألزهايمر، إلا أن هذا العلاج "ما يزال بعيد المنال".
وأجريت الأبحاث في جامعة لندن بقيادة الدكتور روس نورتلي من قسم علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء وعلم الصيدلية.
وقال نورتلي: "حددت دراستنا، للمرة الأولى، الآلية الكامنة وراء تخفيض تدفق الدم إلى الدماغ في مرضى ألزهايمر، ونظرا لأن انخفاض تدفق الدم هو أول علامة يمكن اكتشافها سريريا لمرضى ألزهايمر، فإن بحثنا يولد خيوطا جديدة للعلاجات الممكنة في المرحلة المبكرة من المرض".
وتحدث المقاومة الوعائية بشكل كبير في الشعيرات الدموية في المخ، ويتم التحكم فيها من قبل خلايا المخ المعروفة باسم pericytes والتي تشير دراسات سابقة إلى أنها قد تكون "غير متزامنة" لدى المصابين بألزهايمر.
وللكشف عن المزيد حول كيفية حدوث ذلك، نظر العلماء في "شرائح" أنسجة المخ التي تم تجميعها من 13 إنسانا حيا أثناء الجراحة العصبية، فضلا عن عينة أخرى باستخدام الفئران.
وحللوا كيف كان رد فعل أنسجة pericytes عند التعرض لبروتين الأميلويد على المدى الطويل.
وكشفت النتائج أن تعريض العينات للأميلويد بيتا قلل من قطر الشعيرات الدموية للأنسجة بنحو 25% بعد 40 دقيقة، ما أسفر عن خفض تدفق الدم.
ويعتقد العلماء أن الانقباضات في الشعيرات الدموية تؤدي إلى إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) وهي جزيئات تحتوي على الأكسجين وتتفاعل بسهولة مع جزيئات أخرى في الخلية، وهذا يؤدي بعد ذلك إلى إطلاق بروتين endothelin-1 المضيق للأوعية.
ويقول العلماء إنهم توصلوا الآن إلى وسيلة جديدة للعلاج والتدخل في مرحلة مبكرة من المرض، على الرغم من عدم تطوير الدواء لعلاج هذه الحالة حتى الآن. وحتى ذلك الوقت، ينصح العلماء باتخاذ تدابير وقائية تعتمد العيش بشكل صحي وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على النشاط الاجتماعي.