وفي كلمة القاها في المؤتمر الدولي العاشر لقضايا الامن المنعقد في مدينة اوفا مركز باشقيرستان الروسية اليوم الثلاثاء، أضاف الادميرال شمخاني، ان التهديدات الأمنية تغيرت في الوقت الراهن من حيث الطبيعة والشكل والاسلوب، وللأسف، هناك نمو سريع للتهديدات الجديدة و"الهجينة" في العالم.
وأضاف شمخاني، أن الأمن والتنمية المستدامة، مفهومين مترابطين، مضيفا أن التهديدات الأمنية الجديدة أجتازت الحدود البرية والجوية والبحرية، و يمكن لفيروس البرمجيات ان يعمل حاليا كأسلحة نووية.
وفي إشارة إلى الإجراءات الأمريكية والصهيونية في استخدام فيروس "استاكس نت" لإلحاق الأذى بالمنشآت النووية الإيرانية، قال شمخاني، إن الصمت أو الرد العالمي الضعيف على هذا الهجوم الإرهابي الإلكتروني، قد دفع الولايات المتحدة إلى اظهار الجرأة لشن هجوم عبر الإنترنت على منشآت الطاقة الكهربائية في فنزويلا.
وصرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: من المؤسف أن أدوات الحرب الجديدة، وضعت بتصرف أمراء الحرب الى جانب الأسلحة التقليدية وغير التقليدية.
ووصف الأدميرال شمخاني، أمريكا ترامب بأنها أكثر دول العالم الداعية للحرب منذ تأسيسها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قوضت الأمن الدولي من خلال الأحادية والعقوبات العابرة للحدود، واستخدمت النظام النقدي والمصرفي والشبكات المالية الدولية كسلاح لغزو البلدان المستقلة، وحولت وزارة الخزانة الأمريكية إلى وزارة الحرب.
وقال شمخاني إنه بالنسبة لهذا السلوك الأمريكي، لا يمكن تسميته الا بالإرهاب الاقتصادي.
وأضاف، ان أمريكا لا تنتهج اليوم فقط سياسة الإطاحة وزعزعة الاستقرار في الدول التي لا تتماشى سياساتها مع السياسة الأمريكية فحسب، بل تحاول ومن خلال اعتماد توجه الإرهاب الاقتصادي، ومن خلال استخدام عقوباتها الثانوية ، الهيمنة على جميع دول العالم.
وأكد شمخاني على ضرورة أن تقف دول العالم المستقلة ومن خلال إنشاء آليات متعددة الأطراف، ضد هذا الوحش المسخ وأن توقفه وتكسر هيمنة أمريكا على النظام المالي العالمي.
وفي إشارة إلى الانتهاكات الممنهجة للقانون الدولي والانسحاب من المعاهدات الدولية، أضاف شمخاني أن امريكا وفي الوقت الذي تسمي جزء من القوات المسلحة الرسمية الإيرانية، والتي لديها سجل واضح ورائع في الحرب ضد الإرهاب، تسميها بالارهاب، فان جيشها واجهزتها الاستخباراتية معروفة بانها من أكبر مؤيدي الجماعات الإرهابية في العقود الأخيرة.
وقال شمخاني إن انسحاب امريكا من الاتفاق النووي وعدم تطبيق أوروبا لبنود الاتفاق، من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء الحوار والدبلوماسية في حل التحديات الأمنية في العالم، مضيفا إن إيران، وبعد عام من منح الفرصة للدبلوماسية لتنفيذ الالتزامات، تخلت عن جزء من التزاماتها في إطار الاتفاق النووي للمحافظة عليه وخلق توازن في هذا الاتفاق الدولي.
وأضاف: يسعدنا أن هذا المنطق العقلاني للجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تم فهمه ودعمه من قبل معظم البلدان.
ورحب شمخاني في ختام كلمته بالخطوة الجيدة التي اتبعتها الحكومة الروسية في اجتماع العام الماضي لخلق فهم مشترك للتهديدات السيبرانية والتوصل إلى آلية مشتركة لمواجهة هذا التهديد،، معلنا انه يمكن إجبار أمريكا على التراجع وقبول السلوك العقلاني والمسؤول في النظام الدولي، فيما لو قررت مجموعة واسعة من البلدان على اتخاذ قرار مشترك بالوقوف في وجه الابتزاز والبلطجة الأمريكية.
وأشار شمخاني إلى إنه مهتم بالاستفادة من هذه الفرصة وتقديم بعض المقترحات لمواجهة التهديدات الهجينة التي تستهدف الأمن القومي والاستقرار والتنمية في بلداننا من قبل امريكا:
1. الجهد المشترك لتحرير الاقتصاد العالمي من احتكار الدولار وخلق الاستقلال في النظام النقدي والمصرفي العالمي خارج هيمنة الولايات المتحدة.
2. المقاومة أمام التدخل والبلطجة وابتزاز الاقتصادي من قبل أمريكا لإقامة السلام والأمن الدوليين.
3. عدم الاعتراف والتصدي للعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدول ومواجهتها من خلال عقد اجتماع دولي مع جميع الدول التي تعارض فرض عقوبات أمريكية من جانب واحد وإنشاء آلية دائمة للتعامل معها.
4. تقديم مساعدة مشتركة للبلدان المعرضة لخطر تهديدات أمنية جديدة. خاصة في الظروف الحالية ، ومساعدة حكومة السيد مادورو في فنزويلا ضد تدخلات أمريكا للإطاحة بالحكومة الفنزويلية.
وأخيراً قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: آمل أن يتمكن هذا الاجتماع من اتخاذ خطوة فعالة في فهم المزيد عن التعاون العملي من أجل السلام والأمن في العالم.