من وصايا الإمام جعفر الصادق عليه السلام
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أنه قَالَ:
" الرَّغْبَةُ أَنْ تَسْتَقْبِلَ بِبَطْنِ كَفَّيْكَ إِلَي السَّمَاءِ وَ الرَّهْبَةُ أَنْ تَجْعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْكَ إِلَي السَّمَاءِ وَ قَوْلُهُ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا [۳] قَالَ الدُّعَاءُ بِإِصْبَعٍ وَاحِدَةٍ تُشِيرُ بِهَا وَ التَّضَرُّعُ تُشِيرُ بِإِصْبَعَيْكَ وَ تُحَرِّكُهُمَا وَ الِابْتِهَالُ رَفْعُ الْيَدَيْنِ وَ تَمُدُّهُمَا وَ ذَلِكَ عِنْدَ الدَّمْعَةِ ثُمَّ ادْعُ.
----------
[۳]: المزّمّل: ۸. و قوله: «الرغبة» هذا و نظائره يحتمل الوجهين: الأول أن يكون المعني أنّه إذا كان الغالب عليه في حال الدعاء الرغبة و الرجاء ينبغي أن يفعل هكذا فانه يظن أن يد الرحمة انبسطت فيبسط يده ليأخذه و إذا كان الغالب عليه الخوف و عدم استئهاله للاجابة يجعل ظهر كفيه إلي السماء إشارة إلي أنّه لكثرة خطاياه مستحق للحرمان و إن كان مقتضي كرمه وجوده الفضل و الاحسان.
الثاني أن يكون المعني أنّه إذا كان مطلوبه طلب منفعة ينبغي أن يبسط بطن كفيه إلي السماء لما مر و إن كان مطلوبه دفع ضرر و بلاء يخاف نزوله من السماء يجعل ظهرها إليها كأنه يدفعها بيديه و لا يخفي أن فيما عدا الاولين الأول أنسب و الخبر الخامس يؤيد الثاني و يمكن الجمع بين المعنيين بحمل الاولين علي الثاني و البقية علي الأول و يحتمل حمل الاولين علي المطالب الدنيوية و ما بعدهما علي المناجاة و المطالب الاخروية و الحمل اما بتقدير مضاف أي أدب الرغبة مثلا أو هذه الأسماء صارت في عرف الشرع اسما لتلك الافعال أو اطلق عليها مجازا لدلالتها عليها «آت».
📚 [اصول الكافي - بَابُ الرَّغْبَةِ وَ الرَّهْبَةِ وَ التَّضَرُّعِ وَ التَّبَتُّلِ وَ الِابْتِهَالِ وَ الِاسْتِعَاذَةِ وَ الْمَسْأَلَةِ - مجلد ۲، صفحه ۴۷۸]