البث المباشر

جلال الدين محمد -۲۰

الإثنين 17 يونيو 2019 - 14:38 بتوقيت طهران
جلال الدين محمد -۲۰

ها نحن معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج الذي أعد بمناسبة عام المولوي، نأخذ كم في رحلة عبر الزمن الغابر الي أيام حياة الشاعر جلال الدين محمد، هذه الحياة التي تغيرت مسيرتها وشاء القدر لها ذلك بعد لقاء العارف الرومي بشمس التبريزي، فلنري ما حدث من أحداث بعد قليل.
ايها الاكارم، في المرة الثانية وبعد غيبته الفجائية، اخذ مولانا يبحث بنفسه عن شمس، لم يرسل احدا في اثره هذه المرة بل يمم وجهه صوب بلاد الشام وفي دمشق راح يبحث عن الشمس الغائبة او بعبارة اخري التي غابت هذه المرة وراء أفق الدهر دونما طلوع من جديد.
لقد ادرك مولانا هذه المرة ان شمسا هو في وجوده وإنه من العبتْ البحث عنه في العالم الخارجي ان عشق مولانا لشمس قد ابد له من فقيه الي شاعر وعارف، ومن هنا كان من الصعب علي مولانا ان يعود الي حياته السابقة بما كانت تتضمنه من وعظ وتدريس.
لقد اوكل مولانا مهمة التدريس الي ولده علاء الدين محمد، وراح يقضي اكثرا وقاته مع ولده سلطان ولد، وكان هذا الولد علي سر ابيه في عشقه لشمس وتعلقه به، وشارك في هذا العشق الذي يمكن ان نسميه عشق العرفان كل من صلاح الدين زركوب وحسام الدين الجلبي والاثنان من مريدي جلال الدين. فكان ان حلق هؤلاء الاربعة في سماء العرفان.
في تلك الأيام لم يكن صلاح الدين، بالنسبة لمولانا ذلك العارف العامي، ذلك ان جلال الدين قد وجد شمسا في الشيخ المسن صلاح الدين.
وطلب مولانا من ولده وتلامذته ان يقبلوا صلاح الدين شيخا لهم ويتبعوه، وعلي مدي عشرة اعوام كان صلاح الدين مرشدا لأتباع مولانا وصار مع مولانا كروح واحدة في جسدين.
لكن من هو صلاح الدين؟ يذكر صاحب كتاب مناقب الافلاكي: كان صلاح الدين فريدون من اهل قونية، وكان في بدء الامر مريدا لبرهان الدين محقق، وبدأت محبة مولانا وارتباطه به من خلال كونه مريدا ومحبا لبرهان الدين، كان صلاح الدين من مريدي مولانا ولم يكن مولانا ايضا يمتنع عن الاهتمام به، لكن مولانا في اوائل حاله ابتلي بحبيب اقوي قبضة من الشيخ صلاح الدين ولهذا السبب لم ينشغل به، وعندما يئس مولانا من لقاء شمس انهمك انهماكا تاما بصلاح الدين.
وبعد عشرة اعوام من المصاحبة بين مولانا وصلاح الدين زركوب، مرض صلاح الدين علي حين غرة وطال مرضه كثيرا حتي انهد جسده.
المؤرخون يذكرون ان مولانا ولمدة ثلاثة ايام لم يذهب لعيادة صلاح الدين وأرسل اليه هذه الرسالة.
ملك القلب وملك اهل القلوب، قطب الكونين صلاح الدين مد الله ظله... عافاه الله مرات عديدة، ففي معافاته معافاة المؤمنين أجمع.

يا من انت روح السماء والأرض

لا اوصل الله الي روحك إلا الرحمة والراحة

اسألك يا إلهي ان يكون المرض

برداً وسلاماً ونعيماً ورضا

ابعد الله عنك مرض الحسد

يا من انت الراحة لأرواحنا

ابعد الله عنك عين الحسد

يا من انت عيننا المبصرة

جعل الله مرضك في أرواحنا لا في جسدك

لكي يكون مرضك كالعقل مزيينا لأرواحا

وفي شهر محرم من عام 657 هجري توفي صلاح الدين زركوب وأقيم له تشييع مهيب وحمل جنازة الشيخ الاصحاب وكان مولانا يصيح ويهتاج وتقدم نحو تربة بهاء ولد حيث دفن جثمان صلاح الدين بقدر كبير من الاجلال في جوار سلطان العلماء بهاء ولد وفي رثائه نظم مولانا هذا الغزل

يا من بكت من هجرانك الارض والسماء

وانغمرالقلب بالدم وبكي العقل والروح

ومرت خمس سنوات علي وفاة الشيخ صلاح الدين زركوب ولم يختر فيها مولانا احدا ليحل محل صلاح الدين مرشدا للمريدين وتعهد مولانا مهمة ارشاد وتربية الطلاب، بيد ان اهتمامه الخاص بحسام الدين المعروف بالجلبي أثبت ان مولانا سيختاره ان عاجلا او آجلا مرشدا، ولنا واياكم عودة الي اجواء حياة مولانا جلال الدين الرومي مؤسس الطريقة المولوية واحد كبار الصوفية علي مدي تاريخها الطويل وشاعر العرفان.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة