واعلن حزب المحافظين لدى اغلاق باب الترشيحات عصر الاثنين ان 8 رجال وامرأتين يتنافسون على رئاسة الحزب بعد استقالة تيريزا ماي، مشيرا الى انسحاب المرشح سام غيماه. في انتخابات يتوقع أن تهمين عليها قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وترؤس الحزب يعني تلقائيا ترؤس الحكومة، لان هذا المنصب يعود إلى الحزب الذي يتمتع بأغلبية برلمانية كافية ليتمكن من الحكم.
وقالت لجنة 1922 بالحزب، وهي التي تنظم التنافس على القيادة، إن 8 رجال وسيدتان سيتنافسون على خلافة ماي. ومن بين هؤلاء وزير الخارجية السابق، والمرشح الأوفر حظا، بوريس جونسون ووزير الخارجية الحالي جيريمي هانت ووزير البيئة مايكل جوف ووزير الداخلية ساجد جاويد.
وسيجري النواب المحافظون الـ 313 سلسلة عمليات تصويت يستبعدون خلالها المرشحين الواحد تلو الآخر، إلى أن يبقى منهم اثنان. وعندها يكون على أعضاء حزب المحافظين، الذين يبلغ عددهم 160 ألفا، اختيار الفائز الذي سيتولى مهامه رسميا على رأس الحكومة قبل نهاية تموز/يوليو، على أن تقود ماي المرحلة الانتقالية حتى ذلك التاريخ.
وستكون مهمة رئيس الوزراء الجديد إنجاز خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وهذا ما لم تنجح ماي في تحقيقه في الموعد الذي كان محددا في 29 آذار/مارس، واضطرت إلى ارجائه إلى 31 تشرين الأول/اكتوبر.
وبدأ العديد من المرشحين حملتهم بمهاجمة استراتيجية بوريس جونسون في ملف بريكست.
واكد أحدهم وزير الخارجية جيريمي هانت الطابع "الجدي" لترشحه في مواجهة جونسون المعروف بارتكاب الاخطاء.
وقال هانت الذي حظي بدعم وزيرة الدفاع الرافضة لبريكست بيني مورداونت إن الزعيم الجديد لحزب المحافظين عليه ان يتقن "فن التفاوض وليس فن الخطاب الفارغ من أي مضمون".
بدوره، اعتبر دومينيك راب الوزير السابق لبريكست واحد اشد المدافعين عن الخروج من الاتحاد الاوروبي "لن نحقق بريكست بثرثرات".
والترشح الجدي يراهن عليه ايضا وزير البيئة مايكل غوف. لكن صدقيته باتت على المحك حين أقر بانه تعاطي الكوكايين مع تأكيده علنا انه ضد استخدام هذا المخدر.
وبعدما أمطر بالاسئلة عن هذه القضية لدى اطلاق حملته، اعرب غوف عن "اسفه" لهذا "الخطأ" مؤكدا انه لا يزال يؤمن بحظوظه قائلا "انا هنا لافوز".
وهدّد جونسون نهاية الاسبوع في مقابلة مع صحيفة "صانداي تايمز"، بعدم دفع فاتورة بريكست، وهو مبلغ يقدر بما بين أربعين و45 مليار يورو، إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل لبلده.
وردت أوساط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إن "عدم تنفيذ موجبات الدفع، هو عدم احترام للالتزامات الدولية الموازي للتخلف عن سداد ديونها السيادية، مع عواقب نعرفها".
ويعد جونسون أيضاً لخفض الضرائب للبريطانيين الذين يجنون أكثر من 50 ألف جنيه (56 ألف يورو)، في إجراء تُقدّر كلفته ب،9,6 مليار جنيه (10,8 مليار يورو) سنوياً وسيتمّ تمويله بشكل جزئي من مدخرات الحكومة لاحتمال حصول بريكست من دون اتفاق، حسب ما ذكرت صحيفة "التلغراف" الاثنين.
وحزب المحافظين يواجه في الواقع صعوبة كبيرة. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف في الخامس والسادس من حزيران/يونيو، أن الحزب الذي جاء في المرتبة الخامسة في الانتخابات الأوروبية وهي نتيجة مهينة، لن يتجاوز في حال جرت انتخابات تشريعية، المرتبة الرابعة ولن يحصل على أكثر من 18 بالمئة من الأصوات.
وبات بقاء الحزب مرتبطا بقدرة أو عدم قدرة رئيسه على تنفيذ بريكست بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى في حزيران/يونيو 2016 الذي صوت 52 بالمئة من البريطانيين فيه على الخروج من الاتحاد الأوروبي.