وقالت الفصائل اليوم الثلاثاء إن يوم القدس العالمي يشكل فرصة لاستعادة قضية القدس إلى صدارة أولويات الامة مجددًا، بعدما تراجعت لدى اهتمامات المسلمين ولاسيما في السنوات الأخيرة.
ويتزامن يوم القدس العالمي مع الجمعة الأخيرة لشهر رمضان المبارك، وكان قد أطلقه مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (رحمه الله) لتذكير المسلمين بواجبهم نحو أشرف قضية نضال في التاريخ المعاصر.
وبدوره، أكدّ خالد القدومي ممثل حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس" في طهران، أن قضية القدس تراجعت أولويات الاهتمام بها في خضم الصراعات والخلافات التي تشهدها المنطقة.
وذكر القدومي في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" أن هذه الذكرى التي تتوافق مع الجمعة الأخيرة لشهر رمضان المبارك، "تعزز الثقة بأن النصر قادم"، داعيًا الامة الإسلامية الى دعم الشعب الفلسطيني ونصرة مقاومته وألا تدعه وحده في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والعمل على مجابهة الكيان الذي يشكل خطرًا استراتيجيًا وامنيًا على شعوب المنطقة برمتها.
وأكدّ أن تهديد الاحتلال لا يقف على حدود فلسطين فقط، بل وصل لكل العواصم العربية والإسلامية.
وحذر القدومي من محاولات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وإقامة علاقات معه، في وقت تشهد فيه المنطقة اختلاف وفرقة بين دولها، مضيفًا: رسالتنا للأمة بأن وحدتكم قوة لنا نحن الفلسطينيين وقوة لكم في مواجهة عدوكم"، مشددًا على أن الاحتلال وحده المستفيد من هذه الفرقة.
وأضاف: في ظل هذه الفرقة يقف العدو متبجحًا مهددًا لدول المنطقة دون أن يقيم وزنًا لأحد"، مشيرًا الى ان المقاومة تواصل طريق الاعداد لتكون قادرة على مواجهة المحتل، وتحقق شرف الانتصار عليه.
خطورة التطبيع
من جانبه، قال أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إنّ يوم القدس العالمي يشكل لفتة مهمة في توجيه انظار الامة الإسلامية والعربية التي تنشغل في همومها نحو قضيتها المركزية الممثلة بفلسطين والقدس.
وأكدّ المدلل في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" أنّ إسرائيل لم تنفك لحظة في تغيير ملامح المدينة المقدسة والعمل على تهويدها لانشاء الهيكل المزعوم، مستغلة الظرف الإقليمي وتردي الحالة العربية والإسلامية.
وأشار الى أن القضية الفلسطينية تحتاج لدعم واسناد في هذا الظرف الحرج، مشددًا على ضرورة اتجاه البوصلة نحو فلسطين التي تشكل القضية المركزية للامة.
ونبه الى خطورة المشروع الأمريكي الذي يتزعمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ما يسمى بـ"صفقة القرن" والتي تهدف لتعزيز هيمنة بلاده الشريرة على إرادة الشعوب، وكان ذلك واضحًا من خلال الأموال التي حصل عليها في قمة الرياض، "وكانت بمنزلة جزية تقدم للمجرم الأمريكي ليقتل شعبنا ويهوّد ارضنا ويدنس أقصانا بهذه الأموال التي ترسلها أمريكا للكيان".
وأوضح أن صفقة القرن تهدف لنشر الفتن بين أبناء الامة، ليسهل على إسرائيل السيطرة على مقدرات الامة، منبهًا الى خطورة "هرولة" بعض الدول العربية نحو التطبيع مع إسرائيل كما تفعل بعض الدول الخليجية والتي من شأنها ان توفر الغطاء والشرعية لاستمرار جرائم الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية.
وذكر أن التحالف مع إسرائيل واعتبارها شريكًا في التحالف السني، هو أكبر مصيبة يمكن ان تضيع القضية الفلسطينية وتعمل على تصفيتها.
المحافل القانونية
من جهته، أكدّ حسين منصور عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على ضرورة توحيد الجهد الإسلامي العربي في مواجهة الهجمة المسعورة التي تهدف لتهويد المدينة المقدسة.
وطالب منصور في حديث خاص بـ"الرسالة نت" شعوب ودول المنطقة بتبني خيار المقاومة وتقديم كافة اشكال الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني لتعزيز صموده، داعيًا في الوقت ذاته السلطة الفلسطينية بملاحقة الكيان ومحاسبته على جرائمه في المحافل الدولية.
أمّا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فأكدّت على لسان عضو المكتب السياسي طلال أبو ظريفة، أن يوم القدس العالمي يجب أن يعكس في معناه ومضمونه الوجهة التي أعلن عنها الامام الخميني مرشد الثورة الإيرانية، والتي تتمثل بتذكير العالم بالمدينة المقدسة باعتبارها مهد الديانات الثلاث.
وذكر أبو ظريفة لـ"الرسالة نت" أن نصرة الشعب الفلسطيني واجب يقع على عاتق هذه الأنظمة التي يجب ان تدعمه بدلًا من التوجه نحو تطبيع العلاقة مع إسرائيل وإعادة توجيه البوصلة نحو اعتبار الاحتلال هو العدو المركزي والاساسي لهذه الامة.
وطالب الدول العربية والإسلامية بتفعيل صندوق القدس والتوجه للمؤسسات الدولية من اجل محاسبة الاحتلال وتطبيق قرارات مجلس الامن الخاصة بالقدس، محذرًا من ان التطبيع مع الاحتلال تعتبر مكافأة عربية لإسرائيل على جرائمها ضد المدينة المقدسة.