السلام عليكم أحبتنا نلتقيكم في هذه اللقاء وثلاث روايات في إستجابة الله لدعاء المظلومين على أعدائهم وظالميهم نختارها مما نقله السيد العابد ابن طاووس الحسني في كتابه القيم (المجتنى من الدعاء المجتبي)
فقد نقل رضوان الله عليه عن بعض كتب الدعاء:
قال الراوي: أحاط الروم بمددينة عكا وآيس أهلها من السلامة، فسمعت امرأة تقول لاخري:أما ترين ما نحن فيه؟ فقالت الأخري: فأين الله؟ فانصرفت الروم عنهم. وجاء في رواية أخرى أن الروم أحاطت بأحدى المدن، فقال لأهلها رجل صالح منهم: ادخلوا بعض ربطكم [أي في خلوة] وتوبوا وفرقوا بين الأمهات واولادها، واستغيثوا إلى الله، ففعلوا وعجوا عجة شديدة، وبكى الشيخ وبكوا، وفعلوا ذلك ثلاث مرات، فأوقع الله الرعب في قلوب الروم، فهربوا وتركوهم.
*******
وقال السيد ابن طاووس في كتابه المذكورالمجتنى من دعاء المجتبى –– ص ۷٦ – ۷۷: رأيت في كتاب: " العبر" تأليف: عبدالله بن محمد بن علي حاجب النعمان، قال: ولقد حدثني قاضي القضاة الماوردي بحكاية عجيبة، وصدقها ابن الهدهد وابن الصقر فراشّا سلار الملقب بجلال الدولة ابن بابويه ملك البصرة وبغداد، وكان المعروف بكبوش قد وزر له [أي أصبح وزيراً له]، فقبض على رجل من ثقات البصرة، وصادره واستأصله وخلاه كالميت، وكان [أي المظلوم] يدعو عليه، فلما كان في بعض الأيام ركب (بكبوش) في مركب عظيم فصادف الرجل فسبه، فقال له الرجل: الله بيني وبينك، والله لأرمينك بسهام الليل، فأمر بالايقاع به فضرب حتى ترك ميتا، وقال له: سهام الليل هذه سهام النهار وقد أصابت. فلما كان بعد ثلاثة أيام من ذلك قبض جلال الدولة على بكبوش [الوزير الظالم]، وأجلس في حجرة على حصير، ووكل به من يسئ إليه، فدخل الفراشون لكنس الحجرة وشيل الحصر التي تحته، فوجدوا رقعة فأخذها الفراشون وسلموها إلى ابن الهدهد فراش سلار، فقال: من طرحها؟ فقالوا: ما دخل أحد ولا خرج، فقرأت، فإذا فيها شعر هو:
سهام الليل لا تخطئ ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
تأمل فيك ما صنع الدعاء
فأخبر جلال الدولة بحاله، وشرح له القصة جميعها، فأمر الفراشين بضرب فكه حتى تقع أسنانه، ففعل به ذلك وعذب بكل نوع حتى هلك في النكبة.
*******
أجارنا الله وإياكم أيها الأخوات والأخوة من جميع أشكال الظلم ومن أن يسلط الله علينا من لا يرحمنا. والى هنا ينتهي لقاء هذه الحلقة من برنامج (دعاء المظلومين) قدمناها لكم من إذاعة طهران تقبل الله أعمالكم ونسألكم الدعاء.
*******