السلام عليكم اخوة الايمان
نبدأ هذا اللقاء بثلاث أحاديث شريفة بشأن العوذات المشروعة للنجاة من الشرور فقد روى الثقة الجليل ابن سابور الزيات في كتاب طب الائمة –عليهم السلام عن عبد الله بن سنان أنه سأل الامام الصادق عن رقية العقرب والحية والنشرة ورقية المجنون والمسحور الذي يعذب فقال عليه السلام: " يابن سنان لابأس بالرقية والعوذة والنشرة اذا كانت من القرأن ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شئ أبلغ في هذه الأشياء من القرآن ؟ أليس الله جل جلاله يقول ( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ؟ أليس يقول تعالى ذكره وثناؤه ( لوأنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله)؟ سلونا نعلمكم ونوقفكم على قوارع القرآن لكل داء "وروي عن أحمد بن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر محمد الباقر عليه السلام أنتعوذ بشئ من هذه الرقي قال: " لا ألا من القرأن فان عليا كان يقول ان كثيرا من الرقي والتمايم من الاشراك " وروي عن الصادق عليه السلام قال: " ان كثيرا من التمايم شرك" .
*******
ومن العوذات الشرعية ماأمر به أهل بيت النبوة –عليهم السلام – ومنها ماروي في طب الأئمة عن عبد الله بن سنان قال: شكى رجل الى أبي عبد الله الصادق عليه السلام كثرة التمني والوسوسة فقال امرر يدك الى صدرك ثم قل " بسم الله وبالله محمد رسول الله ولا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم اللهم امسح عني ما احذر" قال الصادق (ع) ثم امرر يدك على بطنك وقل ذلك ثلاث مرات فان الله تعالى يمسح عنك ويصرف قال الراوي قال الرجل: فكنت كثيرا ما اقطع صلاتي مما يفسد علي التمني والوسوسة ففعلت ما امرني به سيدي ومولاي ثلاث مرات فصرف الله عني وعوفيت منه فلم أحس به بعد ذلك .
*******
مستمعينا الافاضل وننقل لكم رواية مؤثرة في حسن العاقبة ببركة التوجه الى الله في اللحظات الاخيرة فقد روى الشيخ الكليني في كتاب الكافي بسنده عن معاوية بن وهب قال: خرجنا الى مكة ومعنا شيخ متأله متعبد لايعرف هذا الامر يعني ولاية العترة قال: وكان يتم الصلاة في الطريق ومعه ابن أخ له مسلم فمرض الشيخ فقلت لابن أخيه: لوعرضت هذا الامر اي الولاية على عمك لعل الله أن يخلصه فقال كلهم: دعوا الشيخ حتى يموت على حاله فانه حسن الهيئة فلم يصبر ابن أخيه حتى قال له: ياعم وكان لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) من الطاعة ماكان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان بعد رسول الله الحق والطاعة له قال: فتنفس الشيخ وشهق وقال: اللهم أنا على هذا وخرجت نفسه . فدخلنا على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فعرض علي بن السري هذا الكلام على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: هو رجل من أهل الجنة ، قال له علي بن السري: انه لم يعرف شيئا من هذا غير ساعته تلك! ؟ قال: " فتريدون منه ماذا؟ قد دخل والله الجنة. "
*******
رزقنا الله واياكم مستمعينا الافاضل حسن العاقبة والثبات على الحق ببركة مودة محمد واله الطاهرين وبهذا ينتهي هذا اللقاء من برنامج دعاء المضطرين لاتنسونا من صالح دعواتكم ودمتم بكل خير .
*******