بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله الطيبين الأبرار، وأهلا بكم – أيها الأفاضل – في برنامجكم هذا راجين أن تقضوا معه وقتا طيبا ومفيدا.
قال إمام المتقين علي عليه السلام:"أيها الناس من عرف من أخيه وثيقة دين وسداد طريق، فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال، أما إنه قد يرمي الرامي وتخطئ السهام، ويحيل الكلام وباطل ذلك يبور، والله سميع وشهيد. أما إنه ليس بين الباطل والحق إلا أربع أصابع". قال الشريف الرضي رضي الله عنه: فسئل عليه السلام عن معنى قوله هذا، فجمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه، ثم قال: "الباطل أن تقول سمعت، والحق أن تقول رأيت".
مستمعينا الأعزاء: في حكمته البليغة النورانية هذه ينبهنا الإمام علي عليه السلام إلى قضية مهمة وحساسة تتعلق بسمعة الآخرين وحيثيتهم فلا ينبغي أن نستعجل بالحكم على الآخرين من خلال أقوال الناس عنهم، وخصوصا إذا كان الشخص المتهم معروفا بالإلتزام الديني والخلق الحسن. وعبارة (وثيقة دين) أي إعتقاد حسن وعمل صحيح، و(السداد) أي الصواب من القول والفعل. و(أقاويل الرجال) أي ذمهم واستهانتهم.
نتابع – أيها الأعزاء – التأمل في كلمات الإمام علي عليه السلام الرائعة المفيدة التي تنير لنا الطريق وتوجهنا نحو سعادة الدنيا والآخرة، وقوله عليه السلام (قد يرمي الرامي وتخطئ السهام) أي لا يصيب الرامي بسهمه الهدف، و(يحيل الكلام) أي يعدل عن الصواب و(يبور) أي يهلك وينتهي، والمراد من كلامه عليه السلام: قد تتوجه تهم باطلة للبعض وهو بريء منها، ثم تظهر الحقيقة فيما بعد، وتبقى التبعة على المغتاب، وحينها لا ينفع الندم …. قبل الوداع ننور قلوبنا مرة أخرى بالإستماع لكلام أميرالمومنين عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال: "أيها الناس من عرف من أخيه وثيقة دين وسداد طريق، فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال، أما إنه قد يرمي الرامي وتخطئ السهام، ويحيل الكلام وباطل ذلك يبور، والله سميع وشهيد. أما إنه ليس بين الباطل والحق إلا أربع أصابع".
وفي الختام نتقدم إليكم – أيها الأعزاء – بالشكر الجزيل على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نترككم برعاية الله تعالى وحفظه والسلام عليكم.