بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله الطيبين الطاهرين، وأهلا بكم – أيها الأعزاء – في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتا طيبا ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام في النهي عن غيبة الناس: "وإنما ينبغي لأهل العصمة، والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية، ويكون الشكر هو الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم، فكيف بالغائب الذي غاب أخاه، وعيره ببلواه؟ أما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه مما هو أعظم من الذنب الذي غابه به، وكيف يذمه بذنب قد ركب مثله، فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو أعظم منه. وأيم الله لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير لجراءته على عيب الناس أكبر". مستمعينا الأعزاء: في كلماته النورانية هذه يحذر الإمام علي عليه السلام من الغيبة تلك الصفة الذميمة المنتشرة بين كثير من الناس. و(أهل العصمة) هم الذين عصمهم الباري تعالى من ارتكاب الذنوب، (والمصنوع إليهم في السلامة) أي سلمهم من الإنزلاق فيها. (والشكر هو الغالب عليهم) فإن شكرهم لله تعالى على ما عصمهم من ارتكاب الذنوب والخطايا التي ارتكبها غيرهم، تحجزهم – أي تمنعهم – من أن يعيبوا أحدا، أو يعيروه بذنبه. (وكيف يعيره بذنب قد ركب مثله) و(ركب) أي عمل، وهذا – أيها الأكارم – الغاية في الأدب بأن ينشغل الإنسان بعيوبه وإصللاحها.
مستمعينا الأعزاء: نواصل الإستماع لكلام الإمام علي عليه السلام في النهي عن غيبة الناس حيث يقول: يا عبد الله لا تعجل في عيب أحد بذنبه فلعله مغفور له، ولا تأمن على نفسك صغير معصية فلعلك معذب عليه، فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه، وليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلي به غيره.
وهنا أيضا – أيها الأعزاء – ينبهنا الإمام عليه السلام بقوله: "ولا تأمن على نفسك صغير معصية" فيجب الحذر من المؤاخذة والعذاب على الذنوب الصغيرة التي اقترفناها، وأن نعلم أن أشد الذنوب مااستهان به صاحبه. نسأله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أنه سميع مجيب.
وقبل الوداع ننور قلوبنا – أيها الأحبة الكرام – بالإستماع مرة أخرى لمقطع من كلام الإمام عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج حيث قال: "وإنما ينبغي لأهل العصمة، والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية، ويكون الشكر هو الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم، فكيف بالغائب الذي غاب أخاه، وعيره ببلواه؟ أما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه مما هو أعظم من الذنب الذي غابه به، وكيف يذمه بذنب قد ركب مثله، فإن لم يكن ركب ذلك االذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو أعظم منه. وأيم الله لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير لجراءته على عيب الناس أكبر".
وختاما – أيها الأعزاء – نشكركم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم.