بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيب اله العالمين محمد الأمين واله الابرار الميامين أهلاً بكم – أيها الاعزاء – في برنامجكم هذا راجين أن تقضوا وقتاً طيباً ومفيداً.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: "صدر العاقل صندوق سره، والبشاشة حباله المودة، والاحتمال قبر العيوب".
وروي أنه عليه السلام قال في العبارة عن هذا المعنى أيضاً: "والمسالمة خباء العيوب، ومن رضي عن نفسه كثر الساخط عليه".
مستمعينا الاعزاء: "صدر العاقل صندوق سره" أي لايظهره لغيره.
"والبشاشة حبالة المودة"، بشٌ فلان بفلان، أي لقيه لقاءً جميلاً، والمراد بالبشاشة يكسب الانسان الأصدقاء ويحصل على المحبين.
والحبالة: مايصاد به من أي شئ كان. "والاحتمال قبر العيوب"، قد يلحق الانسان مكروه فاذا احتمله وتجرعه انقطعت مادة النزاع وانسترت عيوبه."والمسالمة خباء العيوب"، المسالمة، أي المصالحة.
والخباء: بيت من شعر أو وبر أو صوف تقيمه الأعمدة والمراد: بها تستر عيوب الانسان، ولاتدع الخصم يكشفها. "ومن رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه": لأنه لايبصر عيوبها فيصلحها، وهي ظاهرة للاخرين فيعيبونه بها.
وقال باب مدينة العلم علي عليه السلام: "الصدقة دواء منجح، وأعمال العباد في عاجلهم، نصب أعينهم في اجلهم".
مستمعينا الاعزاء: في هذه الحكمة النورانية البديعة يحث الامام عليه السلام على الصدقة لأنها دواء منجح، أي ناجح في ازالة الامراض والعوارض، وقد روي أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم قال: "داوو مرضاكم بالصدقة". "واعمال العباد في عاجلهم"، أي في دنياهم "نصب أعينهم في اجلهم" يرونها في الاخرة، قال تعالى "وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً".
وقبل الوداع ننور قلوبنا بالاستماع مرة اخرى لحديث الامام علي عليه السلام الذي ورد في بداية البرنامج وهو: صدر العاقل صندوق سره والبشاشة حبالة المودة، والاحتمال قبر العيوب، وروي أنه عليه السلام قال في العبارة عن هذا المعنى أيضاً: "والمسالمة خباء العيوب، ومن رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه".
وختاماً – أيها الاحبة الكرام – شكراً لكم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء متمنين
لكم دوام التوفيق والسعادة والسلام عليكم.