بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى واله الطيبين الطاهرين، وأهلابكم – أيها الاعزاء – في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
قال امام المتقين علي عليه السلام: "اذا اقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، واذا ادبرت عنه سلبته محاسن نفسه".
مستمعينا الأعزاء: في حكمته النورانية البديعة هذه يشير الامام عليه السلام الى حال الدنيا وأهلها. والعارية: ماتعطيه لغيرك على أن يعيده اليك.
والمراد: اذا وافت الشخص الدنيا وتولى الرئاسة والمال وغيرها نسب اليه (المتملقون) والانتهازيون مكارم ومحاسن لم يفعلها، واذا ولت عنه (تلك الدنيا الزائفة) قام أولئك العبيد فجردوه عن محاسنه ونسبوها لغيره أجارنا الله واياكم – أيها الأكارم من شرور الدنيا وأهلها.
وقال سيد الوصيين علي عليه السلام: "خالطوا الناس مخالطة ً ان متم معها بكوا عليكم، وان عشتم حنوا اليكم".
مستمعينا الأفاضل: في هذه الكلمة البليغة القصيرة يحثنا الامام عليه السلام على الاخلاق الطيبة والسيرة الحسنة مع المجتمع فالعاقل الذي يتحلى بالاخلاق الحسنة ينتفع بها في حياته بكسب الاخوان والاصدقاء، وتمشية الامور، والذكر الجميل، وعندما يفارق هذه الدنيا فان الناس يترحمون عليه ويستغفرون له.
أيها الاحبة الكرام: وقبل الوداع ننور قلوبنا بالاستماع مرة أخرى لحكمتي الامام علي عليه السلام اللتين وردتا في البرنامج حيث قال في الاولى: "اذا اقبلت الدنيا على احد أعارته محاسن غيره، واذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه".
وقال (ع) في الثانية: "خالطوا الناس مخالطة ان متم معها بكوا عليكم، وان عشتم حنوا اليكم". وفي ختام البرنامج نشكركم – ايها الأكارم – على حسن المتابعة وجميل الاصغاء وحتى اللقاء نستودعكم الله والسلام عليكم.