البث المباشر

الالمانية (بريجيت) وسكينة القرآن

الثلاثاء 30 إبريل 2019 - 15:41 بتوقيت طهران

السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته..
تحية طيبة مباركة نحييكم بها وندعوكم بها لمرافقتنا في حلقة اليوم من هذا البرنامج وقد إخترنا لكم من قصص الذين أسلموا لها قصة أخت من ألمانيا وجدت في الإسلام الحل الناجع للأزمات الروحية التي تعتصر الكثيرين في العالم فاختارته عن بصيرة ديناً إعتنقته بإخلاص وهي في عنفوان شبابها، إنها الأخت (جيتي بريجيت جونتهر)، نروي لكم قصتها ملخصة مما كتبته لعدة من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، تابعونا على بركة الله.
ولدت الأخت (جيتي بريجيت جونتهر) في مدينة (هامبورغ) الألمانية في أسرة مسيحية بعيدة عن الإلتزامات الدينية، فنشأت دون أي إلتزام ديني تتجنب الذهاب إلى الكنيسة ولا تشارك في الإحتفالات الدينية، وقد توفرت لها أسباب الرفاه المادي حيث كانت تعمل سكرتيرة في إحدى الشركات التجارية، فكانت تسعى للمتع المادية بعنفوان الشباب ولكن لم يجلب لها سوى الضياع والإضطراب؛ تقول عن هذه الفترة من حياتها ما ترجمته:
(أمضيت فترة حياتي حتّى السادسة والعشرين من أيّام عمري في اللهو واللعب والحياة العابثة، فكانت كلّ الأمور الماديّة متوفّرة لي، ولا ينقصني شيء منها ، ولكنّني مع ذلك أعاني من حالة فراغ وتيه وضياع ، فكنت في الظاهر امرأة مرحة ومستبشرة ، ولكنّني كنت في قرارة نفسي أعاني من عدم الاستقرار، ومن فقدان الاتّزان وحالة الاعتدال ، فلهذا كنت أعيش في حيرة من أمري).
ولمعالجة هذه الحالة من الحيرة والإضطراب توجهت الأخت بريجيت إلى التعاليم الدينية عسى أن تجد فيها علاجاً لأزماتها الروحية فكان لها مطالعات في تعاليم الأديان غير الإسلام فلم تجد فيها ما يجذبها ويروي ظمأها المعنوي، أما الإسلام فلم تفكر في دراسة تعاليمه لأنها كانت تحمل عنه الإنطباع السائد في الغرب بسبب الدعايات المضادة، فكانت تراه مظهراً للتخلف وللظلم للمرأة خاصة؛ ولكن الله عزوجل شاء أن يزيل غبار التشويه ويغير إنطباعها عن دينه الحق، تقول هذه الأخت الألمانية:
(حاولت بعد ذلك أن ألتجىء إلى السفر; لأرفّه عن نفسي، وسافرت إلى بعض الدول، وكان من جملتها بعض البلدان الإسلاميّة ، وحاولت في هذه الأسفار أن اشغل نفسي بالبحث والمطالعة; لأتعرّف على ثقافات تلك الأمم.
وفي بعض البلدان الإسلاميّة قرأت القرآن الكريم، فشعرت بالاستقرار والطمأنينة حين قراءتي له، فأكثرت من ذلك فأحسست بعدها بتحسّن حالتي النفسيّة، وهنالك عرفت بأنّني اكتشفت مصدر صحّتي النفسيّة، فعدت بعد ذلك إلى بلدي وأنا أحمل معي نسخة من القرآن الكريم، ومن ذلك الحين وقعت محبّة الإسلام في قلبي; لأنّني أصبحت أعتبره بعد استرجاع صحّتي النفسية أنّه السبب لإنقاذي من حالة القلق وعدم الاستقرار).
مستمعينا الأفاضل، وهكذا فتح الله عزوجل أبواب الهداية والفوز بالنفس المطمئنة واسعة أمام هذه الأخت الألمانية، توجّهت "بريجيت" بعد تعرّفها على القرآن نحو معرفة رسول الإسلام(صلى الله عليه وآله) ، فدرستْ حياته وسيرته الشخصيّة، فتبيّن لها أنّه يتّسم بكلّ ما يؤهّله ليكون رسولاً من قبل الله تعالى، فعرفت زيف الدعايات المغرضة الشائعة بين أوساط مجتمعها الغربيّ بالنسبة إلى شخصيّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فعادت إلى وطنها وهي مازالت تعيش حالة التعطّش للإسلام، فتعرّفت على شابّ عربيّ مسلم وفّر لها فرصة البحث والمطالعة حول الإسلام عن طريق إهداء بعض الكتب الإسلامية المترجمة إلى الألمانية ولم تمض فترة حتّى تبيّن لـ"بريجيت" أحقّية الإسلام وقوّة برهانه ، فاعتنقت الإسلام وفق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وسمّت نفسها جميلة، ثمّ شاءت الأقدار الإلهية أن تتزوّج من ذلك الشابّ العربيّ المسلم وأن تشيّد أسرة أُسس بنيانها على تقوى الله ورضوان منه.
وكان مما جذب هذه الأخت الألمانية للإسلام صوت الأذان المطلق من منارات المساجد وكذلك الحجاب الإسلامي؛ تقول الأخت (بريجيت) عن موضوع الحجاب:
(إجتهدت عند قراءة القرآن الكريم أن أتعرّف على المفاهيم الإسلاميّة، وحاولت تطبيقها والاستفادة منها قدر الإمكان، وعندما طالعت آية الحجاب وقرأت ما ورد في التفاسير عنها ، وقارنت ما ورد فيها مع حياتي السابقة، والمجتمع الذي أعيش فيه، وجدت في الحجاب أمراً مقدّساً يصون شخصيّة المرأة ، فلم أتردّد في ارتدائه والتمسّك به).
ومن هنا صارت هذه الأخت الألمانية داعية للحجاب، وهذا ما تحكيه لنا قائلة ما ترجمته:
(إن من المؤسف أنّ بعض النساء المسلمات اللاّتي جعل لهنّ الإسلام المكانة العظيمة يتركن الحجاب ويتّبعن ثقافة الغرب التي تحطّ من شأن المرأة .عندما أذهب إلى الدول الإسلاميّة أخاطب النساء غير المحجّبات بالقول: لماذا تتركن تعاليم هذا الدين الذي يكرّم المرأة بلحاظ فطرتها وثقافتها وشخصيّتها المعنويّة ، وتتّبعن الثقافة الغربيّة التي تهتمّ بالمرأة كجسد يباع ويشترى كالسلع التجاريّة التي تعرض بشكل جذّاب لإغراء المشتري باقتنائها، ولماذا تتّبعون الباطل وأنتم تعرفون الحقّ.
إنّني أحذّر النساء المسلمات من المستقبل المظلم الذي ينتظرهنّ فيما لو انخدعن بحضارة الغرب، وجرين وراء شعاراته البرّاقة في الظاهر والزائفة في الباطن.
وإنّني أدعو النساء المؤمنات الملتزمات إلى التمسّك بحجابهنّ الذي هزّ العالم وأخاف طغاة الغرب في عقر دارهم، وليكن هذا الحجاب رمزاً للتمسّك بالعفّة والأخلاق، ومثالاً للنساء المسلمات الغربيّات اللاّتي ينظرن بعين الأمل إلى البلدان الإسلاميّة، وأوصيهنّ بالصبر والاستقامة على هذا السبيل في مواجهة دعايات الغرب وأحابيله، وليعلمن أنّ الله سينصرهن بقدر نصرتهن للإسلام العظيم.
وأخيراً أدعو الله أن ينصر الإسلام والمسلمين، وينشر دينه في كلّ ربوع العالم، وإنّني لا أنسى أن أدعو الله كلّ يوم لأخواتي المؤمنات المحجّبات بالصبر والثبات في سبيل الله سبحانه وتعالى، إنّه سميع مجيب).
كانت هذه _مستمعينا الأطائب_ خلاصة قصة إهتداء أختنا الألمانية (جيتي بريجيت جونتهر) عرضناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم (أسلمت لله) لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب الدعوات ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة