سلام من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة منه وبركات، أطيب التحيات تحية الإسلام نحييكم بها مرحبين بكم في لقاء آخر مع قصص الذين أسلموا لله باعتناق دينه الحق، ومنهم أختنا الألمانية (تانيا بولينغ) وقد أسلمت لله باعتناق مذهب مدرسة الثقلين سنة ۱۹۹۱ للميلاد، وقد نشرت قصة إسلامها على الموقع الإلكتروني لمركز الأبحاث العقائدية.
وقد ولدت هذه الأخت سنة ۱۹۷٦ ميلادية واعتنقت الإسلام سنة ۱۹۹۱ وهي في الثالثة والعشرين من عمرها بعد مدة قضتها حسب قولها في الضياع والجهل بالذات إلى أن أخذ الله بيدها وانتشلها من قعر الظلمات إلى سناء النور.
أيها الإخوة والأخوات، في بداية حديثها تصف الأخت (تانيا) حالتها قبل الإسلام مصورة واقع المجتمعات الغربية؛ تقول حفظها الله ما ترجمته:
لعلّي لا أغالي إن قلت أنّ أحدنا لم يكن يعيش حتى مع ذاته التي هجرها، ولم نكن نمعن النظر حتى في مستقبلنا! بل لم يجرء أحد على سؤال نفسه: لماذا أحيا؟ ولماذا ولدت؟ ومن أين جئت؟ وإلى أين المصير؟
الكل يهيم على وجهه في طرقات ومنعطفات مظلمة لايلوي على شئ، وكنّا جميعاً نتطوح في أزقة الحياة الغوغائية، ولانفكر في مأوى أو دار هنيئة.
كالمشردين والصعاليك والسائبين نمضي حياتنا في ضياع الغايات والأخلاق والمعنويات، إن أكثر من ٦۰% من الشباب والشابات يعيشون حالة الوحدة رغم علاقات الصداقة والرفقة والصلات العائلية الشكلية والتي لا يطيقها الجميع، لأنهم يمضون ما تبقى من عمرهم في غرفة أو شقة متروكين منقطعين عن الآخرين).
لقد وصفت الأخت الألمانية (تانيا بولينغ) حالة الشباب الغربي بدقة لأنها عاشتها وأثرت على أفكارها وسلوكياتها وهذا ما انعكس على موقفها من البارقة الإلهية الجميلة التي كانت بداية رحلتها من الظلمات إلى النور، حيث قالت:
(القصة تبدأ من هنا، حينما التقيت صدفة في سوق مدينة هامبورغ بفتاة مسلمة محجبة، وكنت يومذاك برفقة عدد من أصدقائي، وكنت أحاول في تلك الأثناء، كما هو ديدن أي فتاة شابة ألمانية طائشة، أن أسخر من حجاب تلك الأخت وأن أحقرها لأجل حجابها، فقلت آنئذ لها: أي مرض ألم بك فجعلك تغطين جسدك هكذا؟ فردت علي برد قاطع: وأنت أي مرض دهاك فجعلك تتعرين بهذه الصورة؟! وبالنتيجة سعت هذه الفتاة إلى مباغتتي في حوار أثبتت فيه أن الستر وحفظ حياء وعفة المرأة دليل على السلامة النفسية والإتزان الروحي).
لقد دفعت حالة الضياع الفكري والقيمي التي تعيشها الأخت (تانيا) إلى أن ترفض كلام تلك الأخت المؤمنة لكن السكينة التي تلمستها فيها جعلتها تفكر في مناشئ هذه السكينة الروحية، تقول هذه الأخت الألمانية متابعة رواية قصتها بما ترجمته:
(لقد ردت الفتاة المحجبة بهدوء واتزان موح بالتأمل العميق الذي يدعو إلى الإيمان الواعي المرتكز على الحجة والبرهان، ودخلت معي في حوار أكدت لي فيه، أن الستر وحفظ حياء وعفة المرأة دليل على سلامة نفسها، وأن الحجاب يمنح المرأة حرية معنوية يمكنها من صيانة أمنها الإجتماعي، فيما التعري أمر يخالف الفطرة، لكنني رفضت كلامها جملة وتفصيلاً! ثم انطلقت مع رفاقي إلى شؤوني لكنني بقيت أفكر لفترة بمنطق تلك الفتاة المحجبة وثقتها بنفسها وحرصها على مبدئها وسعة إطلاعها، حتى سنحت لي فرصة دفعني خلالها حب الإستطلاع أن أذهب إلى مسجد الإمام علي (عليه السلام) في هامبورغ، فتحدثت وتحاورت مع عدد من المسلمين الشيعة الذين اجتمعوا هناك وكانوا من شعوب مختلفة فلاحظت فيهم المنطق وقوة الدليل، فقويت صلتي مع عدد من المسلمين الشيعة الذين اجتمعوا هناك لأتعرف على الحقائق التي كنت أجهلها من قبل، وبالتدريج أخذ عقلي وروحي يستسلمان وينقادان لأفكارهم وعقائدهم، حتى وصلت بي الحالة أن بدأت أشعر كأنني مسلمة مثلهم ولا أختلف عنهم في شيء).
وتتابع الأخت (تانيا بولينغ) حكايتها عن رحلتها إلى نور الإسلام لتشير إلى آثار تعرفها على شخصية نبي الرحمة وأهل بيته الطاهرين – عليهم السلام – في انجذابها الكامل للدين الحق، حيث تقول ما ترجمته:
(لقد كنت أمتلك كل شيء إلا الله! ومع ذلك كنت أشعر بالخواء والضياع والحيرة، لكنني اليوم وبعد أن عثرت على (ذاتي) التي فقدتها منذ عشرين عاماً وعرفت ربي الذي كنت عنه غريبة بالمرة، بعد عثوري على هذين الوجودين حصلت على كل شيء بل وكل ما أريد بفضل الإسلام وهذا هو معنى الحرية الحقيقية، فالإنعتاق من كل ألوان العبودية، يعطي للروح معنى آخر، وهذا رأس مال ضخم وكنز عظيم مرصود للإنسان في الدنيا والآخرة كما حصلت على نتيجة أخرى، وهي أن للإسلام معدن أصيل تمثل برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) فهؤلاء بمواقفهم وتضحياتهم وسمو مكانتهم يجذبون كل إنسان صوبهم).
مستمعينا الأفاضل، وفي جانب أخرى من قصة إعتناقها الدين الحق تبين عوامل الجذب الأساسية التي جذبتها للإسلام مشيرة إلى تأثيراتها عليها، وهذا ما سنعرضه لكم في حلقة مقبلة بإذن الله من برنامجكم (أسلمت لله) يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية شكراً لكم وفي أمان الله.