وخلال مشاركته في مراسم تشييع جثامين الشهداء المجهولين في طهران، التي تزامنت مع ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (ع)، أوضح رادان أنّه يتم اليوم تشييع 200 شهيد في مراكز المحافظات، إضافة إلى 100 شهيد في العاصمة، حيث تتحول مدافنهم – كما قال – إلى “مقامات يقصدها الناس للتبرك وطلب الحاجات”.
ورأى رادان أنّ الشهداء مصدر “نور وأمل وعقلانية”، لافتاً إلى الإقبال الشعبي الواسع على مراسم استقبال الشهداء في آلاف المواقع داخل البلاد، ما يعكس – بحسب تعبيره – مكانتهم الروحية والاجتماعية لدى الإيرانيين.
وأضاف أن وصايا الشهداء تمثل “دروساً في الأخلاق والبصيرة وأسلوب الحياة”، مؤكداً أن المجتمع الذي يحافظ على ذاكرة الشهداء “لن يهرم ولن يُصاب بالشك والخوف الذي يسعى الأعداء إلى زرعه”.
وربط رادان بين الترابط الاجتماعي وثقافة التضحية وبين صمود إيران في الأزمات، مشيراً إلى أنّ عوامل القوة لا تقتصر على القدرات الدفاعية، بل تعتمد أساساً على “ثقافة الشهادة وروح البذل”.
وأشار إلى أنّ “الانتصار” في الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً ضد أمريكا وإسرائيل، كان ثمرة هذا النهج، لافتاً إلى مواقف عدد من القادة العسكريين الذين شددوا على مركزية ثقافة الإيثار في بنية الأمن الإيراني.
وأوضح رادان أنّ تجاوز المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية يتطلب العودة إلى منظومة القيم التي قامت عليها الثورة، مؤكداً أنّ “إحياء الروح المعنوية والبصيرة والمقاومة هو المدخل الرئيسي للتقدم”.
وأشار إلى أنّ الحرب الأخيرة عززت “الانسجام الوطني” وفعّلت “الدبلوماسية الشعبية” في مواجهة الروايات التضليلية، مؤكداً أنّ الشعب الإيراني “أكثر صلابة واستعداداً” لمواجهة التحديات.
واعتبر قائد الشرطة أنّ دور القيادة العليا في البلاد كان “حاسماً” في إدارة بداية المواجهة، وخاصة في ظل غياب بعض القادة العسكريين عن الميدان، مؤكداً أنّ “الحضور المباشر للقيادة” منح الإيرانيين الثقة بقدرتهم على تجاوز الأزمة.
وفي ختام كلمته شدد رادان على أن قوة إيران تكمن في وحدة شعبها ووقوفه خلف القيادة، مؤكداً أنّ القوات المسلحة – من الجيش إلى الحرس الثوري والتعبئة والشرطة – تقف في “الخط الأول دفاعاً عن البلاد”، وأنها فداء للشعب قبل كل شيء.