البث المباشر

"أناه" بين يديك

الإثنين 10 نوفمبر 2025 - 13:35 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يسلط الضوء على حياة شخصية تدعى "علي فتاح" حيث تستعرض هذه الرواية وقائع من جوانب اجتماعية وسياسية في إيران.

هل تساءلت يوما كيف تولد رواية آسرة من بين أنامل كاتب بارع؟

هل هو براعة الشخصيات؟

أم حرفة السرد؟

أم حداثة الموضوعِ؟

أو ربما تلكَ التفاصيل البكر والمعلومات الشيقة؟

أو تعقيدات الحبكة التي لا تتوقع؟

كل هذا يمكن أن تجده مجتمعا بين دفتي رواية "من أو".

دعونا نضع أيدينا في يد أحد الكتاب الإيرانيين المتميزين، ونرافقه في جولة عبر أزقة طهران القديمة، نحو قلب التاريخِ الإيراني الحديثِ، لنشهَد أعظم التحوّلات في القرن الأخير.

 

أسئلة عديدة تنتظر الإجابة... منها:

1-كيف تحول "حاج فتاح" من حي "خاني آباد" الفقير بطهران إلى واحد من كبار التجار؟

2-هل قتل ابنه نتيجة صراعات خفية تتعلق بأعمال والده؟

3- ما الذي جاء بـالمناضلين الجزائريين إلى مسرح أحداث الرواية؟

4-بين باريس وطهران... هل يبقى البطل أم يغادر؟

5-من هو "درويش مصفى"، وكيف يبدو ملما بكل الأمور؟

6-وماذا عن النهاية؟

هل يتحقق وصال الحب النقي بين "مهتاب" و"علي"؟

أم يكتب لهما الفراق؟

أم الخلود في الشهادة؟

وهناك من الأسئلة التي ستتكشف تباعا في لحظات غير متوقعة، لتمنح القارئ متعَة فَريدة من نوعها في عالم الأدب.

خلف كل مشهد، هناك تجربة إنسانية، واقعية، قد تتكرر في حياة أي شخص منا.

فاستعدوا الآن لرحلة من نوع مختلف، لأَنَّ قراءة رواية "أناه" هي بداية رحلة لا تنسى.

تدور أحداث رواية "أناه" حول حياة شخصية تدعى "علي فتاح". وقائع القصة تستعرض جوانب اجتماعية وسياسية في إيران، بدءا من عام ألف وتسع مئة وثلاثة وثلاثين ميلادي وتدور في أحياء طهران القديمة، وتحديدا في حيّ خاني آباد.

الراوي هو نفسه بطل القصة، حيث يروي تفاصيل حياته منذ الطفولة وحتى وفاته.

"علي فتاح" هو ابن تاجر ثري. يفقد والده في سن مبكرة، فينشأ تحت رعاية جده.

وفي مرحلة المراهقة، يقع في حب مهتاب، رفيقته في الطفولة، غير أن هذا الحب لا يكلل بالزواج.

تسافر مهتاب إلى فرنسا مع مريم، أخت علي.

تتزوج مريم هناك من مناضل جزائري، لكنه يغتال في ما بعد، فتعود كل من مريم ومهتاب إلى إيران.

أما علي، ففي أواخرِ عمرِه، يهب كل ثروته الموروثة للفقراء والمحتاجين، ثم يتوفى ويدفن في مزارات الشهداء.

***

"كل من أحب تطهر، وكل من تطهر فهو شهيد بعد موته"

هذه الجملة تعد لب وجوهر الرواية.

الرواية تسلط الضوء على فكرة الحب السماوي، وتفضله على الحب الأرضي، وتتناول مواضيع سامية كالصداقة، الشهادة، العرفان، الزهد، والاهتمام بالعائلة.

يلاحظ أن معظم شخصيات الرواية، على امتداد الأحداث، تسعى لتحقيق تحول داخلي، سواء كان كبيرا أو صغيرا، وكلها تنبثق من هذه المفاهيم العميقة.

من أبرزِ عناصرِ تميز الرواية من حيث المضمون والفكرة؟،

هو تسليط الضوء على:

-أهمية الأسرة واستقرارها

-قيمة الصداقة والوفاء

-الارتباط بالخالق والعرفان

-رؤيةِ الحبّ من منظور نقي وعميق

وكل ذلك يتجسد بعمق في العبارة المأثورة:

"من عشق فعف ثم مات، مات شهيدا".

اللافت أيضا أن كاتب الرواية، وهو في سن صغيرة نسبيا، استطاع أن يروي ماضيا بمنتهى الدقة وتحليل عميق، حتى أن والده نفسه لم يعش ذلك الزمن.

وهذا بحد ذاته يثير الإعجاب، ويكسر الاعتقاد القائل إن الكاتب يجب أن يعايش الزمان والمكان الذي يكتب عنه، ليفهمه ويصوره.

لقد أثبت المؤلف أنه عبر الدراسة، الذكاء، والدقة في التفاصيل، يمكن إحياء ذاكرة المدينة وتصوير أَحياء طهران القديمة، وكذلك إحياء أحداث منع الحجاب، والواقع التاريخي والسياسي والاجتماعي آنذاك، بما في ذلك أنماط العيش التقليدية والشخصيات المختلفة.

أما ما يزيد الرواية متعة، فهو الطابع الفكاهي الذكي الذي ينقذ السرد من الرتابة ويمنحه روحا جذابة.

إضافة إلى ذلك، تتسم الرواية بـ:

- تماسك الأحداث

- الابتكار

-حبكة مشوقة

 

لنقرأ مقطعا من الرواية:

قلت للطبيب:

- ألم تشك في الأمر؟

ألم يكن جسده دافئا؟!

ألم تثر شكوكك حقيقة أنه كان يرتدي حذاء وثيابا مدنية؟!

فأجابني الطبيب:

– يا رجل!

ما هذا الذي تقوله؟!

يأتون بجثة مضى على وفاتها عشر سنوات وتكون سليمة...

حتى إذا كان جسده دافئا أيضا،

أقول هذا إعجاز آخر!

– لكنك يجب أن تؤدي عملك بطريقة علمية!

– وما قيمة العلم؟!

يجلبون شهيدا، يجب أن تكون عظامه قد تحللت منذ زمن، ومع ذلك لا يزال في فمه لعاب!.

وآخر نهض عن طاولة تغسيل الموتى ليعانِق والده – والمغسّل يؤكد ذلك – بل وتوجد صورة لهذا المشهد!.

ثم تأتي وتقول:

"قم بعملك علميا"!

أي جزء من هذه الأمور يتطابق مع "العلم"؟!

تعد رواية "من أو" (أناه) واحدة من أفضلِ ثلاث روايات عند نقاد الصحافة، كما اختيرت أيضا ضمن أفضل ثلاثة كتب لعام ألفين، وحازت على تكريم خاص في الدورة الثانية لمهرجان "مِهر" الأدبي.

• ترجمت الرواية إلى عدة لغات، من بينها التركية، الأرمنية، والروسية.

كما قامت دار المعارف الحكمية في لبنان بإعادة طبع النسخة العربية منها عام ألفين وأربعة وعشرين بترجمة السيد محمد جواد علي وعقيل خورشا تحت عنوان "أناه".

• وفي عام ألفين وأربعة وعشرين، تمت إعادة طبعها للمرة السبعين.

نقدم لكم هنا أبرز الكتب الإيرانية التي تكون متاحة "بين يديك" للشراء والقراءة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة