البث المباشر

تقارير أممية توثق وتيرة العنف ضد المدنيين في الفاشر

الأحد 2 نوفمبر 2025 - 21:24 بتوقيت طهران
تقارير أممية توثق وتيرة العنف ضد المدنيين في الفاشر

تتصاعد وتيرة العنف في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، في غرب السودان، منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها الأسبوع الماضي، كما أكدت تقارير أممية وشهادات ناجين أن هناك انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنها تلقت روايات مروعة عن عمليات إعدام خارج القانون وقتل جماعي، بالإضافة إلى الهجمات على العاملين فى المجال الإنساني.

وأشارت المفوضية إلى اختطاف، وتهجير قسري، مؤكدة أنها تلقت مقاطع فيديو وصور صادمة تظهر انتهاكات جسيمة لقانون حقوق الإنسان.

من جانبه قال المتحدث باسم المفوضية سيف ماجانجو إن الاتصالات مقطوعة والوضع على الأرض فوضوي، مما يجعل من الصعب الحصول على معلومات مباشرة من داخل المدينة.

 

أعداد القتلى في الفاشر

مضيفا نقدر أن عدد القتلى خلال هجوم قوات الدعم السريع على المدينة وطرق خروجها وكذلك فى الأيام التى تلت الاستيلاء عليها قد يصل إلى المئات.

وقال المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان أنه أجبرت حوالى مائة أسرة على مغادرة الموقع وسط إطلاق النار وترهيب السكان المسنين.

مشيرا إلى تقارير مقلقه حول مقتل مرضى وجرحى داخل مستشفى للولادة وفى مبان مختلفة تقع فى حيى الدرجة الأولى والمطار، والتى كانت تستخدم مؤقتًا كمراكز طبية.

من جهته دعا المتحدث باسم الأمم ستيفان دوجاريك إلى تحقيقات مستقلة وسريعة وشاملة فى جميع هذه الآنتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة المسئولين عنها.

ووصف الوضع بأنه مروع، إذ لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة مقطوعا.

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما يقرب من 36 ألف شخص من بلدة بارا شمال عاصمة الولاية، الأُبيض، هذا الأسبوع.

وعلى وقع التنديدات الدولية والأممية المستمرة لما يجري في الفاشر تحدث ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة أن “عمليات قتل جماعية وإطلاق نار على أطفال جرت أمام ذويهم وضرب ونهب للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار”.

كما أكد عدد من الناجين أن الفارين فصلوا بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض. وأن كثيرين ما زالوا محتجزين مقابل فدية.

وقالت حياة، وهي أم لخمسة أطفال فرت من الفاشر. إن “الشبان الذين كانوا يسافرون معهم أوقفهم المسلحون في الطريق، ولا نعرف ماذا حلّ بهم”.

من جهته، أشار آدم، وهو أب لستة صبيان وفتاتين وصل إلى طويلة يوم الخميس الماضي، إلى أن اثنين من أبنائه (17 عاما و21 عاما) قتلا أمام عينيه.

وأضاف راوياً ما حدث:

“قالوا لهما كنتما تقاتلان مع الجيش وضربوني بالعصا على ظهري.. وفي قرني رأوا دماء أولادي على ملابسي فحققوا معي وقالوا أنت كنت تقاتل”. لكن بعد ساعات سمحوا له بالذهاب.

بدورها، أشارت زهرة وهي أم لستة أبناء إلى أنها “خرجت من الفاشر يوم السبت. وقبل أن تصل إلى قرني أوقفهم مسلحون وأخذوا اثنين من أولادها واحد عمره 20 عاما والثاني 16 عاما”.

وقالت “رجيتهم أن يتركوهما” لكنّ المقاتلين أفرجوا فقط عن الابن الأصغر.

كذلك قال حسين، وهو شاب يعاني كسرا في رجله بسبب إصابته بشظية قذيفة عندما كان في الفاشر “أبي قتل في اليوم الذي أصبت فيه. خرجت مع أمي وجيراننا، أوقفوني وقالوا إنني عسكري. وبعدما توسلت إليهم أمي تركونا”.

ثم أكد أنهم رأوا في الطريق جثثا كثيرة وأشخاصا مصابين متروكين بمفردهم”.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد الماضي.

لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك، في حين كانت المدينة تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير لقوات الدعم السريع.

بدورها أوضحت “أطباء بلا حدود” أن “أعدادا كبيرة من المدنيين ما زالوا يواجهون خطرا شديدا ويمنعون من الوصول إلى مناطق أكثر أمانا من جانب قوات الدعم السريع وحلفائها”.

وأضافت المنظمة أن حوالي خمسة آلاف شخص فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة الواقعة على مسافة نحو 70 كيلومترا غرب المدينة.

وقال رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشال أوليفييه لاشاريتيه إن “عدد الوافدين إلى طويلة لا يتطابق مع حجم الكارثة. في وقت تتزايد الشهادات عن فظائع واسعة النطاق”.

وتساءل “أين كل المفقودين الذين نجوا من أشهر من الجوع والعنف في الفاشر؟”.

مضيفا “الاحتمال الأكثر ترجيحا، والمروّع في الوقت نفسه، هو أنهم يُقتلون أو يُطاردون أثناء محاولتهم الفرار”.

إلى ذلك، نقلت المنظمة عن شهود عيان تأكيدهم بأن حوالي 500 مدني، بينهم جنود من الجيش وقوات حليفة له، حاولوا الفرار الأحد. لكن معظمهم قتل أو أسر على أيدي قوات الدعم السريع ومجموعات موالية لها.

يذكر أن قوات حليفة للجيش السوداني كانت اتهمت سابقا الدعم السريع بقتل أكثر من ألفي مدني.

كما أظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات إلى استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان. وفق باحثين في جامعة ييل الأميركية.

وقال مختبر الأبحاث الإنسانية في الجامعة في تقرير يوم الجمعة الماضي إن الصور الجديدة تظهر مؤشرات على أن جزءا كبيرا من سكان المدينة “قتلوا أو أُسروا أو يختبئون”.

ورصد الباحثون ما لا يقل عن 31 مجموعة أجسام يرجّح أنها لجثث بشرية بين الاثنين والجمعة، في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية.

وأضاف التقرير أن “مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان”.

في المقابل، أقرت قوات الدعم السريع بحصول انتهاكات محدودة، إلا أن قائدها محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي أكد قبل أيام أنه تم تشكيل لجان للتدقيق في تلك الانتهاكات ومحاسبة المتورطين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة